|
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 | |||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الجمل التي لا محل لها من الإعراب للسنة 4 متوسط
ثانيا ـ الجملة التي لا محل لها من الإعراب هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ أولا ـ الجملة الابتدائية : ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية . فالاسمية نحو : محمد مجتهد . 221 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 . والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة . 222 ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 . فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى . ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي : بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا . ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 . فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل ــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد . 3 ـ 37 آل عمران . عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى . ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي : 1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما . نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 . وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 . وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 . ومنه قول كثير : أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 . ونحو قول النابغة الذبياني : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 . ومنه قول الشاعر : كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج ومنه قول الفردزق : أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا ومنه قول امريء القيس : ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي وقول ساعدة بن جؤية : ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا ـــــــــــــ 1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود . 3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت . 5 ـ 31 الحج . " ربما " نحو : ربما الغائب يعود . ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 . " كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين . 2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر . ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 . وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 . 3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية . وإليك أمثلتها على التوالي : " أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 . ومنه قول سبيع بن الخطيم : أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا . " بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 . وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 . و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب . " لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية : قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 . ــــــــــــــ 1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه . 3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة . 5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون . 7 ـ 118 النحل . ومنه قول العجير السلوسي : ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك . قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 . ومنه قول زهير : إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر " هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء . نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 . ومنه قول عنترة : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة : أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء وقوله : كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء ومنه قول امرئ القيس : وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل " ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) . نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 . ـــــــــــ 1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان . 3 ـ 15 يونس . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا مثال " بينا " قال الأفوه الأودي : فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة و*** ذراعي مثال " بينما " قوله أيضا : بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض : وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع . نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج . وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة : هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 . ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 . رابعا ـ الجملة المستأنفة : هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا . نحو : مات فلان رحمه الله . ـــــــــــــ 1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل . 3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 . المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا . فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية . 223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 . ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " . نحو : محمد مقصر أظن . فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية . والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء . فمثال جواب السؤال المقدر . 224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 . فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟ ومنه قوله تعالى : { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 . فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟ وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا . أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا . ومثال جواب النداء قول جميل بثينة : أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل ــــــــــــ 1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود . 3 ـ 24 ، 25 الذاريات . ومنه قول الأخطل : أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي : الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 . وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 . وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 . ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 . وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 . ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء : وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم . والمقرونة بـ " ثم " . قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 . ـــــــــــ 1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام . 3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران . 5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام . 7 ـ 20 العنكبوت . ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق : فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى : { وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 . ومثال المقرونة بـ " أو " . قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 . والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف . والمقرونة بـ " أم . " قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 . ومثال المقرونة بلكن قول زهير : إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر خامسا ـ جملة صلة الموصول الاسمي ، أو الحرفي : هي الجملة التي تكون صلة لاسم موصول ، أو حرف مصدري . وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ، الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ، أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ، أيّة . نحو : جاء الذي فاز بالجائزة . 225 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }4 . وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }5 . ومنه قول الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم ــــــــــــــــ 1 ـ 15 ، 16 الأعلى . 2 ـ 147 الصافات . 3 ـ 16 الرعد .4 ـ 10 الزخرف . 5 ـ 4 العلق . ومنه قول مجنون ليلى : وأنتِ التي ما من صديق ولا عِدا يرى نِضوَ ما أبقيت إلا بكى ليا ومنه قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا } 1 . ومنه قول الأخطل : هما اللتان لو ولدت تميم لقيل : فخر لهم صميم وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } 2 . ومنه قول الحطيئة : وأرى الذين حووا تراث محمد أفلت نجومهم ونجمك يسطع ومنه قوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } 3 . وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض } 4 . ومنه قول يزيد بن الحكم : يقول الخنا وأبغضُ العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليُجدَّع الشاهد قوله : " اليجدع " فـ " أل " موصول اسمي بمعنى الذي . ومنه قول الفرزدق : ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل الشاهد قوله : " الترضى " فـ " أل " موصول أسمي لذلك اتصل بالفعل ، أي : الذي ترضى . ومنه قول عمرو بن كلثوم : فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولة فيمن يلينا الشاهد قوله : " فيمن " من اسم وصول للعاقل . ومنه قول زهير: سعى ساعيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تبزَّلَ ما بين العشيرة بالدم ــــــــــــ 6 ـ 29 فصلت . 4 ـ 35 المائدة . 5 ـ 23 النساء . 6 ـ 4 الطلاق . الشاهد قوله : " ما " اسم موصول لغير العاقل . ومنه قول لبيد : لا تسالان المرء ما ذا يحاول أنحبٌ قضى أم ضلالٌ وباطلُ الشاهد فيه : " ذا " اسم موصول . ومنه قول القوال الطائي : قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلُمَ فإن المَشرفيَّ الفرائضُ الشاهد قوله : " ذو " وهو اسم موصول ، والأكثر فيه ألا يؤنث ، ولا يثنى ، ولا يجمع ، ويكون مبنيا على السكون ، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم : فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء ، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها . ومنه قول الأعشى : يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ الشاهد قوله : " أيّ " وهي اسم موصول معرب ، وقد تؤنث ، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين ، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم . نحو قوله تعالى : { ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا }1 . وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة . أما الموصول الحرفي : فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب ، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي : أنْ ، وما ، وكي ، وأنّما . نحو : سرني أن نجحت . ــــــــــــ 1 ـ 69 مريم . ومنه قول معن بن أوس : يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ الشاهد قوله : " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة ، والفعل " يحل " صلته ، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ونحو قوله تعالى : { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }1 . ومنه قول الشاعر : يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا الشاهد في الآية قوله تعالى : " بما رحبت " فما مصدرية ، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها ، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء . والشاهد في البيت قوله : " ما ذهب " فما مصدرية ، وجملة ذهب صلتها ، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر . ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } 2 . وقوله تعالى : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم } 3 . ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي : تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد ومنه قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد }4 . فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول ، أو بعد الحرف المصدري ، الذي يحتاج إلى صلة ، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . ـــــــــــــ 1 ـ 25 التوبة . 2 ـ 37 الأحزاب . *3 ـ 23 الحديد . 4 ـ 6 فصلت . سادسا ـ الجملة المعترضة : هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو توكيده ، أو تحسينه . مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة : فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ الشاهد قوله : قصر العاجز الكمد ، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه ، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح . ومثال المعترضة للتوكيد قول : عمرو بن شاس أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم الشاهد قوله : لعمري ، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل ، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد . ومثال التحسين قول زهير : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ، وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين . وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية : ـ 1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك . 2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض . 3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا . 4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص . 5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته . 6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم . 7 ـ بين الشرط وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك . 226 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا بدلنا آية مكان آية ـ والله أعلم بما ينزل ـ قالوا إنما أنت مفتر }1 . 8 ـ بين المضاف والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد . 9 ـ بين القسم وجوابه . والله ـ والحق يقال ـ لأكافئنَّ الفائزين . 227 ـ وقوله تعالى : { فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك }2 . 10 ـ بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق . 11 ـ بين الموصوف والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير . 12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع . 13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ والله ـ عملي مبكرا . 14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد . 100 ـ ومنه قول الشاعر : أخالد قد ـ والله ـ أوطأت عشوة وما قائل المعروف فينا يعنفا 15 ـ بين سوف والفعل . نحو : سوف ـ والله ـ ينجح المجد . 101 ـ ومنه قول الشاعر : ما أدري وسوف ـ أخال ـ أدري أقوم آل حصن أم نساء 16 ـ بين حرف النفي ومنفيه : نحو : لا ــ والله ــ أقصر في عملي . 102 ـ ومنه قول الشاعر : ولا ـ أراها ـ تزال طاغية تحدث لي نكبة وتنكؤها ونحو : ما ـ أظنه ـ يفلح الكسول . وقد يأتي أكثر من جملة معترضة في الموضع الواحد . نحو : محمد ـ والله ، والحق أقول ـ لن يقصر في خدمة الوطن . في جميع الأمثلة السابقة ، نجد صورا مختلفة لجمل معترضة في مواطن شتى بين جزأين ـــــــــــــ 1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص . متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب . وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي : 1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل : وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 . 2 ـ " الواو " . كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 . ومنه قول متمم بن نويرة : لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض . 3 ـ " إذ " التعليلية . كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 . ومنه قول مجنون ليلي : فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " . 4 ـ " حتى " الابتدائية . كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 . ـــــــــــ 1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران . 3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء . ومنه قول الشاعر : عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ 5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية . مثال القسم الظاهر قول الشاعر : لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق . ومثال القسم المقدر قمل الشاعر : لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه . الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال : نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي : 1 ـ الإنابة عن المفرد : الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه . أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد . 2 ـ الإنشاء : قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك . والشاهد على ذلك قول جميل : يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة " وكذلك قول ابن هرمة : إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها . 3 ـ الاستقبال : قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين . نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 . ونحو قول زهير : وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟ ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال . سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم : أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف . كقول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ـــــــــــــــــ 1 ـ 241 البقرة . 103 ـ ومنه قول امرئ القيس : إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار ومنه قوله تعالى : { ولو نزلنا هذا القرآن ، على جبل لرأيته خاشعا }1 . 228 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة }2 . ونحو قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم }3 . ونحو : لوما تأخرت لخرجنا في رحلة . ونحو قوله تعالى : { فلما أتاهم من فضله بخلوا به }4 . ونحو : كيف تقفُ أقفُ . في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب : ملكته ، وتمايلت ، لهاجني استعبار ، ولرأيته ، ولجعل ، ولمسكم ، ولخرجنا ، وبخلوا ، وأقف . كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة ، وهي : إذا ، ولو ، ولولا ، ولوما ، ولمَّا ، وكيف ، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب . ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء ، أو إذا : أن تدرس تنجح . ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية . وأدوات الشرط الجازمة هي : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ . نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }5 . وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم }6 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 31 الحشر . 2 ـ 118 يوسف . 3 ـ 68 الأنفال . 4 ـ 76 التوبة . 5 ـ 17 الأنفال . 6 ـ 7 محمد . ومنه قول المتنبي : " وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " الشاهد : " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب . وقول الشاعر : وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا 104 ـ ومنه قول زهير : ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب . ومنه قول الحطيئة : ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فجملة : لا يعدم جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب . وقول جميل : وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ ومنه قول زهير : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم وقول الأخر : يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا وقوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }1 . ومنه قول عمر بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا ـــــــــــــ 1 ـ 148 البقرة . ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك . وقول لبيد : فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك . وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل . وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1) ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه . كما في قول جميل : وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب . ومنه قول عنترة : هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد . أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن : يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين : 1 ـ أدوات شرط ظرفية : وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ، وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون ــــــــــــــ 1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 . جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ، 2 ـ أدوات شرط غير ظرفية : وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما . فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية : قال كثير : كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب . وقال قيس بن الخطيم : طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب . ومثله قول الشاعر : وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب . ومنه قول أبي زبيد : فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا فجملة : إن تنئهم عني في محل رفع خبر المبتدأ " الدار " ، وجملة تنئهم عني لا محل لها من الإعراب . ومنه قول امريء القيس : أغرّك مني أن حُبّكِ قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعلِ ؟ فجملة مهما تأمر القلب في محل رفع خبر " أنّ " ، وجملة تأمري القلب لا محل لها من الإعراب . ولا يصح أن نعرب الجمل السابقة بأنها جمل ابتدائية ، لأنه لم يبتدأ بها الكلام لا لفظا ولا نية . وإذا اعتبرنا الجملة التي نتحدث عنها جزءا من التركيب الشرطي ، والإعراب إنما يقدر للتركيب كله ، أما الجزء المتمم وهو جواب الشرط فلا محل له من الإعراب لأن الشرط نزَّل جملتيه منزلة الجملة الواحدة ، فالمحل الإعرابي لذلك المجموع ، وكل منهما جزء لا محل له كما يذكر صاحب المغني (1) . فالجواب على ذلك أن هذا يقتضي منك أن تجعل جواب الشرط الجازم لا محل له من الإعراب دائما ، وإن كان مقترنا بالفاء ، وذلك مخالف للقاعدة التي تقول تكون جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب إذا لم تقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، فإذا اقترنت بهما كان لها محل إعرابي . وإذا قلنا أنها جملة ابتداء الشرط ، والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، لزمن أن نجعل جملة جواب الشرط الظرفي كذلك ، لأنه في الابتداء حكما ، وإن تأخر في اللفظ كما في قول طرفة بن العبد : متى تأتني أصبحك كأسا روية وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد فالتقدير : أصبحك كاسا روية حين تأتيني ، لأنك ستعلق متى بالجواب ، وهذا اللزوم منقوض بالجواب المقترن بالفاء نحو قولنا : متى يسافر محمد فكن في وداعه . وإذا اعبرنا الجملة المعنية بالحديث استئنافية ، كان الاعتراض لمخالفتها لشرطي الجملة المستأنفة ، الأول : لأنه لم يستأنف بها كلام جديد . والثاني : أن الكلام الذي لفظ به قبلها لمّا يتم ، حتى يجوز الاستئناف بعده . أما في قوله تعالى : { وأيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } 2 . ـــــــــــــ 1 ـ المغني ص 475 نقلا عن إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة ص 45 ، لأنني لم أجد الكلام الذي ذكره قباوة نقلا عن المغني في الصفحة المذكور ، أو في غيرها ، ولعلني لم استدل عليه . 1 ـ 110 الإسراء . فأيّأ ما تدعوا جملة شرطية استئنافية ، وجملة تدعوا لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة الشرط غير الظرفي . فـ " أيّ " الشرطية : أداة شرط غير ظرفية ، وإن أضيفت إلى ظرف سواء زماني أو مكاني ، وأعربت إعرابه نحو : أي ساعة تحضر أكن في انتظارك . والعلة في ذلك أنّ " أيّ " في الأصل مغرقة في الإبهام تدل على العموم ، دون أن تحمل معنى مما تضاف إليه من الظرف ، وإنما تكتسب بالإضافة ، أو الوصف شيئا من التحديد ، وهي أيضا لا تضاف إلى الجمل ، ولو كانت ظرفية كغيرها من أدوات الشرط الظرفي لأظيفت إلى الجمل ، ولكن ذلك ممتنع . تاسعا ـ الجملة المفسرة : هي جملة فضلة زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته . نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة . ومنه قول الشاعر : ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير " أنْ " . 229 ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }1 . وتأتي الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال . نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله }2 . فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من الإعراب . ـــــــــــ 1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 10 الصف . وقد تأتي جملة الاستفهام نفسها مفسرة لما قبلها . 230 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين : هل هذا إلا بشر }1 . فجملة : هل هذا إلا بشر . جملة مفسره " للنجوى " . لا محل لها من الإعراب . عاشرا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم : نحو : والله لأقولنَّ الحق . 231 ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }2 . وقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين }3 . فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق " ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم . حادي عشر : الجملة المؤكدة لجملة لا محل لها من الإعراب . نحو : سافر محمد سافر محمد . ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } 4 . ثاني عشر : جملة الشرط إذا حذف جوابها ، وتقدمها ما يدل عليه . نحو : أنت بطل إن صرعت فلان . والتقدير : إن صرعت فلان فأنت بطل . أو تقدمها ما يطلب ما يدل على جوابها وهو " القسم " . نحو : والله إن حضرت حفلنا ليحضرن كل المدعوين . فالقسم يطلب ليحضرن ، والفعل " يحضرن " دليل على جواب الشرط . والتقدير : إن حضرت حفلنا يحضر كل المدعوين . ــــــــــــــ 1 ـ 3 الأنبياء . 2 ـ 57 الأنبياء . 3 ـ 1 ، 2 ، 3 ، يس . 4 ـ 6 الشرح . حادي عشر ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب : نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم . فجملة : لم يجئ المعلم . معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب . 105 ـ ومنه قول لبيد : وهم السعاة إذا العشيرة أفظِعت وهُمُ فوارسها وهم حكامها الشاهد : " وهم فوارسها " جملة مكونة من المبتدأ والخبر ، ولا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة : " هم السعاة " الابتدائية |
|||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للسنة, متوسط, التي, الحمل, الإعراب |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تمارين الاعداد المركبة التي وردت في البكالوريا للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2016 | naruto_shippuden | ركن شعبة الرياضيات والتقني رياضي (كهربائية، ميكانيكية، مدنية، طرائق) | 0 | 2015-10-04 11:18 AM |
الدوال العددية التي وردت في البكالوريا للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2016 | naruto_shippuden | ركن شعبة الرياضيات والتقني رياضي (كهربائية، ميكانيكية، مدنية، طرائق) | 0 | 2015-10-04 11:13 AM |
تمارين المتتاليات التي وردت في البكالوريا للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2016 | naruto_shippuden | ركن شعبة الرياضيات والتقني رياضي (كهربائية، ميكانيكية، مدنية، طرائق) | 0 | 2015-10-04 11:04 AM |
تحميل كتاب الحلل في شرح أبيات الجمل للكاتب عبد الله البطليوسي | سيف الدين | قسم الكتب الأدبية الالكترونية | 0 | 2014-06-21 09:01 PM |
عصفورة الفجر قصيدتي التي قرأتها في حصة ليلة الشعراء التي بثتها التلفوة الجزائرية في ر | ghani2121 | قسم الشعر الفصيح | 39 | 2012-10-08 08:34 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |