فاطمة بنت الإمام مالك بن أنس:
«رُوِيَ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - حِينَ كَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأَ فَإِنْ لَحَنَ الْقَارِئُ فِي حَرْفٍ، أَوْ زَادَ، أَوْ نَقَصَ تَدُقُّ ابْنَتُهُ الْبَابَ فَيَقُولُ أَبُوهَا لِلْقَارِئِ ارْجِعْ فَالْغَلَطُ مَعَك، فَيَرْجِعُ الْقَارِئُ فَيَجِدُ الْغَلَطَ».
ويُروى «عَنْ أَشْهَبَ أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَدِينَةِ -عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ-، وَأَنَّهُ اشْتَرَى خَضِرَةً مِنْ جَارِيَةٍ، وَكَانُوا لَا يَبِيعُونَ الْخَضِرَةَ إلَّا بِالْخُبْزِ، فَقَالَ لَهَا: إذَا كَانَ عَشِيَّةً حِينَ يَأْتِينَا الْخُبْزُ فَائْتِينَا نُعْطِيك الثَّمَنَ، فَقَالَتْ: ذَلِكَ لَا يَجُوزُ، فَقَالَ لَهَا: وَلِمَ؟ فَقَالَتْ: لِأَنَّهُ بَيْعُ طَعَامٍ بِطَعَامٍ غَيْرُ يَدٍ بِيَدٍ. فَسَأَلَ عَنْ الْجَارِيَةِ فَقِيلَ لَهُ إنَّهَا جَارِيَةُ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى». المدخل لابن الحاج، (1/215).
[والخَضِرات بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد، جمع خَضِرَة أَي: بقول خضرَة. يُنظر "مشارق الأنوار" للقاضي عياض، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير].
والغريب أنه كان لمالك رحمه الله تعالى ثلاثة أبناء ذكور هم يحيى ومحمد وحماد، فلم يشتهر بالعلم منهم إلا ابنته فاطمة رحمها الله.
منقول