facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


ركن الاولى ثانوي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-01-18, 03:45 PM   #1
naruto_shippuden

 
الصورة الرمزية naruto_shippuden

العضوية رقم : 5421
التسجيل : Jan 2015
المشاركات : 2,007
بمعدل : 0.56 يوميا
نقاط التقييم : 522
naruto_shippuden is a glorious beacon of lightnaruto_shippuden is a glorious beacon of lightnaruto_shippuden is a glorious beacon of lightnaruto_shippuden is a glorious beacon of lightnaruto_shippuden is a glorious beacon of lightnaruto_shippuden is a glorious beacon of light
naruto_shippuden غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي للسنة الأولى ثانوي: اعداد فهرس جاهز حول حياة العرب العقلية في العصر الجاهلي

للسنة الأولى ثانوي: اعداد فهرس جاهز حول حياة العرب العقلية في العصر الجاهلي

المقدمة



حياة العرب الاجتماعية


كان عرب الجاهلية فريقيين وهم : حضر وكانوا قلة وبدو وهم الكثرة .
أما الحضر فكانوا يعيشون في بيوت مبنية مستقرة ويعملون
في التجارة - الزراعة - الصناعة ويحيون حياة استقرار في المدن والقرى ومن
هؤلاء المدن سكان مدن الحجاز : مكة -يثرب - الطائف - سكان مدن اليمن كصنعاء
- وكثيرون من رعايا مملكة المناذرة ومملكة الغساسنة .
كما أنه من أشهر حضر الجاهلية سكان مكة وهم قريش
أحلافها وعبيدها وكانت قوافلهم آمنة محترمة لأن الناس يحتاجون إلى خدمات
قريش أثناء موسم الحج ولهذا ازدهرت تجارة قريش وكانت لها رحلتان تجاريتان
رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام.
وأما أهل البادية فكانت حياتهم حياة ترحال وراء منابت
العشب لأنهم يعيشون على ماتنتجه أنعامهم وكانوا يحتقرون الصناعة ويتعصبون
للقبيلة ظالمة أو مظلومة .
2- كانت المرأة شريكة مخلصة للرجل في حياته تساعده في
حاضرته أوباديته وتتمتع باحترامه حتى لقد اشتهرت بعض النساء في الجاهلية
بالرأي السديد.





حياة العرب الأخلاقية

كانت لعرب الجاهلية أخلاق كريمة تمم الإسلام مكارمها وأيدها كما كانت لهم أخلاق ذميمة أنكرها الإسلام وعمل على محوها .
فمن أخلاقهم الكريمة: الصدق- الوفاء- النجدة- حماية
الذمار- الجرأة والشجاعة- العفاف- احترام الجار- الكرم وهو أشهر فضائلهم
وبه مدحهم الشعراء.
: أما عاداتهم الذميمة
الغزو -النهب والسلب- العصبية القبلية - وأد البنات- شرب الخمر - لعب القمار.


حياة العرب السياسية

كان العرب من حيث حياتهم السياسية ينقسمون إلى قسمين :
1- قسم لهم مساحة سياسية ، وهؤلاء كانوا يعيشون في
إمارات مثل: إمارة الحيرة- امارة الغساسنة - إمارة كندة - مكة يمكن
اعتبارها من هذا القبيل لأن نظاماً سياسياً كان ينتظمها .
2- قسم ليس لهم وضع سياسي ، وهم من البدو الرحل ينتمون إلى قبيلة معروفة وتخضع كل قبيلة لشيخها .


حياة العرب الدينية

كان معظم العرب وثنيين يعبدون الأصنام ومن أشهر أصنامهم: هبل- اللات- العزى-مناة كما كانت لهم هناك أصنام خاصة في المنازل.
كما أن من العرب من عبد الشمس والقمر والنجوم ، وكان القليل من العرب يهود أو نصارى لكنهم لم يكونوا على بصيرة وفهم لشريعتهم .
الا أن فئة من عقلاء العرب لم تعجبهم سخافات الوثنية
وهدتهم فطرتهم الصافية فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملة
ابراهيم عليه السلام وكانوا يسمون الحنفاء .
ومن هؤلاء: قس بن ساعدة - ورقة بن نوفل - أبو بكر
الصديق - كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يتعبد في الغار على ملة ابراهيم
فكان أيضا من الحنفاء .




حياة العرب العقلية

*العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروف الاجتماعية التي
عاشها العرب،لا يكون علم منظم،ولا علماء يتوافرون على العلم،يدونون قواعده و
يوضحون مناهجه إذ أن وسائل العيش لا تتوافر،ولذلك فإن كثيرا منهم لا يجدون
من وقتهم ما يمكنهم من التفرع للعلم،والبحث في نظرياته وقضاياه.
*وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم على تحقيق تقدم في
مجال الكتب والعمل المنظم،فهناك الطبيعة المفتوحة بين أيديهم،و تجارب
الحياة العملية وما يهديهم إليه العقل الفطري،وهذا ما كان في الجاهلية،فقد
عرفوا كثيرا من النجوم ومواقعها،والأنواء وأوقاتها،واهتدوا إلى نوع من الطب
توارثوه جيلا بعد جيل،وكان لهم سبق في علم الأنساب والفراسة،إلى جانب
درايتهم القيافة والكهانة،كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة
بمفهومها العلمي المنظم،فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ،وإن كانت لهم
خطرات فلسفية لا تتطلب إلا التفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون،من غير
بحث منظم وتدليل وتنفيد، مثل قول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
*واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضور البديهة وفصاحة
القول لذلك كان أكبر مظاهر حياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهم ووصاياهم و
أمثالهم


الفصل الاول
اللغة
اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد،وهي (الاشورية
والعبرية والسريانية والحبشية)،وتقتصر اللغات العربية في كتابتها على
الحروف دون الحركات،ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرة الاشتقاق في
صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى،ولكن مؤرخي
العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية،ولها
حروف تخالف الحروف المعروفة، وشمالية أو عدنانية،وهي أحدث من لغة
الجنوب،وكل ما وصلنا من شعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين
وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أو مضر،وهما من القبائل العدنانية،أو
من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندة و تنوخ،وقد تقاربت اللغتان على
مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب و التجارة والأسواق الأدبية كسوق
عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبت اللغة العدنانية
على القحطانية،وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة
العدنانية،وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في
رقيها وحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما
أعان على بسط نفوذها،واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية
إلى عصرنا الحالي.



نشاة و تطور اللغة


اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، وأشهر لغات العالم وأكثرها انتشارا ، لها أهمية بالغة عند جموع المسلمين حول العالم ، حيث لا تتم الصلاة إلا بها ، وهي أيضا من اللغات المهمة عند الديانات الأخرى مثل المسيحية التي تستخدمها في شعائرها الرئيسية ، يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة ، وهناك العديد من الدول الأخرى غير الدول العربية يتحدثون بها مثل تركيا وتشاد والسنغال واثيوبيا ومالي والأحواز ، كما أن لها تأثيرا بالغا في العديد من اللغات الأخرى على مدى العصور ، مثل اللغة التركية والفارسية والاردوية والماليزية والامازيغية والاندونيسية وغيرها من اللغات ، كما أنها من ضمن اللغات الست الرسمية في منظمة الأمم المتحدة
مراحل تطور اللغة العربية
بعد الفتوحات الإسلامية انتشرت اللغة العربية بشكل أبير وتأثرت بها الكثير من الشعوب وخاصة بعد اعتناق السريان والاشوريين والروم والامازيغ والاقباط للدين الإسلامي حيث أن اللغة العربية هي لغة المصدر التشريعي الإسلامي للقرآن والأحاديث النبوية والصلاة والعبادات الأخرى ، وكان هذا له أثرا كبيرا في انتشار اللغة العربية في تلك الفترة ، كما أن الشعوب العجمية أيضا أصبحت تتحدث اللغة العربية كلغة ثانية إلى لغتها الأم خاصة أن اللغة العربية في تلك الفترة كانت في اوج ازدهارها لأنها كانت لغة العلم والأدب في ظل الخلافة العباسية والأموية ، ومع مرور الزمن أصبحت اللغة العربية هي لغة الشعائر السائدة في تلك الفترة مثل الشعائر المسيحية في الوطن العربي وفي كنائس الروم الارثوذوكس والكاثوليك والسريان ، وأيضا الديانة اليهودية في العصور الوسطى كتبت الكثير من أعمالها الدينية والفكرية باللغة العربية .
وقد كان للعجم أيضا دور كبير في تطوير اللغة العربية بالعصر العباسي والأموي حيث كانوا يترجمون العلوم آنذاك غلى لغتهم الأم فكانت تظهر مصطلحات وكلمات جديدة لم تكن موجودة في اللغة القبية ، مثل مثلا كلمة ” بيمارستان ” وهي مأخوذة من اللغة الفارسية . وفي العصر الذهبي وصلت اللغة العربية في أعلى مراحل ازدهارها وتطورها بعد أن انتشر بشكر كبير ظهور الأدباء والشعراء والعلماء الذين كانوا يعبرون عن أفكارهم ومعتقداتهم باللغة العربية ، فتم تاليف العديد والعديد من الكتب والمخطوطات باللغة العربية في جميع المجالات العلمية والثقافية ، وفي العهد الصليبي تأثر بها العديد من اللغات الأجنبية الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والايطانلية والالمانية وذلك يعود للاختلاط فيما بين العرب والأعجم .
ولكن في فترة من الزمن وتحديدا عند الاجتياح المغولي بقيادة هولاكو خان كانت اللغة العربية في أسوأ حالاتها فقد أصابها ركود كبير وذلك بسبب التدميرات المهولة التي حصلت جراء الغزو المغولي الذي أدى إلى تخريب الثقافة والحضارة العربية ، وفي العصر المملوكي لم يعد يهتم العرب بتطوير اللغة والعلوم لانشغالهم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدمار والتخريب الذي خلفه هولاكو خان ، ما أنها بدأت بالتضاؤل بعد نفي غالبية السكان المسلمين من الأندلس واستعادة الاسبان إلى بلادهم ، فأخذت اللغة تتراجع بشكل كبير ، وخاصة بعد تراجع الاكتشافات العلمية العربية وظهور الحضارة الاوروبية .
أما في فترة الفتوحات العثمانية استطاعت اللغة العربية تثبيت موطئها في الأناضول وبلاد البلقان ، وخاصة بعد اعتناق الكثير من السكان للإسلام ، واصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية الثانية في عهد الدولة العثمانية ، ولكنها سرعان ما فقدت مكانتها مع بداية القرن السادس عشر فاصبحت لغة الدين الإسلامي فقط في الدولة العثمانية خاصة فيما يتعلق بالعلوم والاداب ، لأن العثمانيون لم يكونوا ذات اهتمامات علمية وثقافية كبيرة مثلما كان في العصر العباسي .
وقد عادت حالة الركود في اللغة العربية قرابة 400 سنة ، ثم انتعشت بعض الشيء في أواخر القرن التاسع عشر بعد النهضة الثقافية التي شهدتها بلاد الشام ومصر فازدادت أعداد المثقفين والمتعلمين وفي هذه الفترة انفتح الكثير على تجميع الحروف العربية ونشر الصحف الحديثة باللغة العربية لأول مرة ، وأقيمت العديد من الجمعيات الأدبية مما أدى إلى إعادة إحياء اللغة العربية الفصحى من جديد ، ولعل من أشهر الأدباء الذين ساهموا في إثراء اللغة العربية في تلك الفترة ، أمير الشعراء أحمد شوقي والشيخ ناصيف البازجي وبطرس السبتاني وجبران خليل جبران ، وقد ظهرت على يد هؤلاء القواميس والمعاجم العربية الحديثة مثل قاموس محيط المحيط ودائرة المعارف والتي لا تزال بعضها إلى الآن تستخدم ، كما تأسست الصحافة العربية التي كان لها دور كبير في إحياء الفكر العربي ، ولكن للأسف هذه الانتعاشة كانت مقتصرة فقط على الأدب وليس في المجال العلمي فلم تعد اللغة العربية كما في السابق لها دور في هذا المجال خاصة بعد الحرب الباردة في أواخر القرن العشرين ، فأصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة المنتشرة في غالبة الدول حتى بالدول العربية خاصة بعدما أصبحت اللغة الأساسية في التعاملات والرسائل التجارية والعلمية

لهجات العرب

قد يظن البعض أنَّه لا توجد لهجات في العصر الجاهلي أو عصر ما قبل الإسلام ، وخصوصاً من غير المختصِّينَ بالعربية وآدابها ، ولمْ يمنع شيوع اللغة الأدبية وقتذاك ظهور لهجات متعددة لأسبابٍ كثيرة ، منها : الاختلاط بين الأقوام العربية والأجنبية , ومنها : عزلة بعض القبائل العربية وانكفائها على نفسها ؛ لذا تولَّدَتْ وتكوَّنتْ هناك لهجات عديدة ، وصار من الصعوبة بمكان في بعض الأحيان نسبة تلك اللهجات إلى قبائلها , لأنَّهم كانوا لا يهتمُّونَ بها بالقدر الذي يحافظ عليها ، وفي الوقت نفسه لم يهملوها ذلك الإهمال الذي يمحوها أو يمنع تداولها , فبعضها معروفة قبائلها ، وبعضها مجهولة مختلطة ومتداخلة .

مثلاً : إنَّ بني ربيعة يلحقونَ بكاف المخاطبة شيناً في الوقف , وفي الوصل أحياناً , فيقولونَ : ( رأيتكش ، وعليكش ) , وبعضهم كانَ يلحقُ سيناً بدلَ الشين ، فيقولونَ : ( رأيتكس ، وعليكس ( ؛ وبنو تميم وبعض قيس وأسد ، يجعلون الهمزة عينا في بعض الحالات , فيلفظونَ : ( استعدى ) بدلاً من : ( استأدى ) , و( أعدى ) ، بدلاً من ( أدى ) ؛ وكانت هذيل , وبنو ثقيف تبدل الحاء عيناً في ( حتى ) ، فيقولونَ : ( عتى ) .

ومعظمُ هذه اللهجات كانَتْ تشيع في بعض القبائل الشمالية المضريَّة العدنانيَّة , أمَّا ما نجده من لهجات نسبها اللغويونَ إلى القحطانيينَ : ( التلتلة ) عند قضاعة وبراء ، فهم يكسرون تاء الفعل المضارع فيقولون : ( تِعلمون وتِكتبون وتِنجحون بكسر ) ؛ وكذا : ( العجعجة ) عند قضاعة , فهم يبدلونَ الياء جيماً ، فيقولونَ : ( تميمج ) في ( تميمي ) .

ونجدُ أنَّ مِن أهمِّ ما سجله اللغويون من فروقاتٍ بين التميميينَ والحجازيين , هو أنَّ التميميين يحقُّونَ الهمزة مثل : ( سأل يسأل سؤالاً ) ، والحجازيين يسهلونها أو يحذفونها تخفيفاً : ( سال يسل سوالاً ) ؛ وكان الحجازيون يجرونَ ( هَلُمَّ ) مجرى أسماء الأفعال ، مثل ( صهٍ أو مهٍ ) , فيلزمونها طريقاً واحداً في مخاطبة المفرد والمفردة والاثنينِ والاثنتينِ والجماعتينِ , فيقولونَ : ( هَلُمَّ يا رجل ) , ( هَلُمَّ يا امرأة ) , ( هَلُمَّ يا رجلان ) , ( هَلُمَّ يا امرأتان ) , ( هَلُمَّ يا رجال ) , و ( هَلُمَّ يا نساء ( ؛ أمَّا التميميونَ فيجرونها مجرَى الأفعال , فيقولونَ : ( هَلُمَّ ، هَلُمَّا ، هَلُمُّوا ، وَهَلُمَّنَّ ) ، وجاءَتْ ( هَلُمَّ ) في القران الكريم بلغة الحجازيينَ ، في قوله تعالى : (( والقائلينَ لإخوانهم هَلُمَّ إلينا )) .

وقال اللغويونَ : إنَّ اختلاف الفريقينِ يوجد في همس الحركات والجهر بها وحدها ؛ وكانَ الحجازيون يمدُّونَ الألف مثل : ( كلاب ) ويقصرها التميميونَ , فيقولون : ( كلب ) ؛ وكان الحجازيون يلفظون (خمسة عشرة ) بتسكينِ الشين وتميم تفتحها , ومنهم من يكسرها , ومنهم يثقلها ؛ ونـجـد الحجازيينَ في قراءة الشفع والـوتر بفتح الــواو في الـوتر , ويكـسرها التميميونَ .
واختلاف قراءَاتِ القران الكريم هو خير دليل على اختلاف اللهجات في الجاهليَّة ، فمثلا: قرأ الجمهور ( نظرة ) في قوله تعالى : (( فنظرة إلى ميسرة )) ، بكسر الظاء , وهذا على لغة قريش ؛ وقرأها على لغة تميم مجاهد والضحاك بسكون الظاء , وقرأ الحجازيونَ ( رضوان ) بكسر الراء في قوله تعالى : (( ورضوان من الله اكبر )) ، وقرأها التميميونَ والبكريونَ بضمها .
وقرأ الجمهور على لغة قريش ( كسالى ) بضم الكاف , في قوله تعالى : (( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى )) ، وقرأها الأعرج بالكسر على لغة تميم , وأسد .

قال أحمد بن فارس : في كتابه ( الصحابي ) : إنَّ الاختلافات في لغات العرب من تكمن في أوجه متعدِّدة , منها : الاختلاف في الحركات ، والاختلاف في النمر , والتليين , وفي التقديم والتأخير , وفي الحذف والإثبات ، وفي الحرف الصحيح , وفي الإمالة والتفخيم , وفي التذكير والتأنيث , وفي الإعراب ؛ وإنَّ الاختلافات في نطق الكلمات أدَّتْ إلى ظهور كثير من المترادفات في العربية مثل : الذهب والعسجد , والغيث والمطر ، والقمح والحنطة والبُر ؛ قال الجاحظ : في كتابه ( البيان والتبيين ) : القمح لغة شامية , والحنطة لغة كوفية , والبُر لغة حجازية .

وهذا الترادف ليس مقتصرا على الأسماء , بل نجده في الأفعال أيضاً ، مثل : تقاتلوا وتحاربوا وتعاركوا , وإنَّ سببه هو اختلاف لهجات القبائل العربية في حذف بعض الحروف , أو إبدال بعضها ببعض ؛ والترادف في العربية كثير كثرة مفرطة ، واللغويينَ ذهبوا ليجمعُوا كلَّ ما وجده على السنة القوم , ثمَّ وضعوه المعجم العربي ، فراحوا يحصُونَ أسماءَ السيف مثلاً وقالوا أنَّها خمسون , كما أحصوا أسماء الأسد والفرس والبعير .

ولاحظنا في اللهجات الجاهلية أيضاً ( باب الأضداد ) , وهي كثيرة إذ نجد كلمة تستخدمها قبيلة بمعنى , ونجدها في قبيلة ثانية لا بمعنى مغاير له فحسب , بل بمعنى مضاد يناقضه ، مثل : ( جليل ) بمعنى عظيم ، وقد تأتي بمعنى حقير .
هذا ما استطعْتُ أنْ أبيِّنه أو أشرحه عن اختلاف اللهجات العربية في العصر الجاهلي ، والتي أعطاها اللغويونَ اهتماماً كبيراً رغم انتشار أو شيوع أشهرها وهي لغة قريش ، أمُّ عربيَّتنا الفصحى وأساسها الرصين .
لغة قريش
القرآن الكريم نزل بلغة "بلهجة" قريش
فقد كانت تمثل اللغة الأدبية المشتركة بين القبائل العربية كما أن لغة قريش هي أفصح لهجة عربية معروفة من بين أكثر من عشرين لهجة عربية مختلفة تكلم بها العرب حسب ما جاء عن اللغويين.

الفصل الثاني
الشعر
الشعر هو فن من الفنون الجميلة أداتها الالفاظ والموسيقى وهو تعبير عن التجارب الانسانية أي تعبير عمايحسه الشاعر من انفعالات ومشاعر ازاء مشاهد الكون المحيطة به وعرفه "بعض الجاهليين " بقوله : "الشعر شئ تجيش به نفوسنا فتقذفه على السنتنا " , ولايخفى ارتباط الفن عامة والشعر خاصة بالبيئة المحيطة التي تشكل مصدرا ومنبعاً للصور الفنية والخيال الجامح فيأتي الشعر ابن تلك البيئة فالشعر الصحراوي الجاهلي هو غير الشعر الحضري المترف , والبدوي الذي يعيش في خيمة من شعر يأتي شعره مختلفا عن ربيب المدن الذي صقلت الحضارة جزءا من شخصيته وخياله وقد تكون أغراض الشعر واحدة وان اختلفت ادواتها التعبيرية والبيئة التي تخلقها .

تعريف الشعر
الشعر الجاهلي هو الشعر العربي الذى قيل قبل الإسلام بنحو من مائة وخمسين إلى مئتى عام في رأى بعض المحققين الذين أشاروا إلى أن الشعر الناضج يعود إليها وقد اشتمل على شعر عدد كبير من الشعراء على رأسهم شعراء المعلقات مثل عنترة وزهير ولبيد وامرئ القيس كما ضم دواوين عدد من الشعراء والشاعرات الذى وصلنا شعر بعضهم كاملا تقريبا ووصلتنا شذرات من شعر بعضهم ويتميز هذا الشعر بجزالة لفظه ومتانة تراكيبه واحتوائه على معلومات غنية عن البيئة الجاهلية بما فيها من حيوان وطير وجماد كما أنه عبر عن أحداث حياة العرب وتقاليدهم ومعاركهم المشهورة وأماكن معيشة قبائلهم وأسماء آبار مياههم وأسماء فرسانهم المشهورين ومحبوباتهم حتى قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( كان الشعر علم قوم لم يكن لديهم علم أصح منه ) واعتبر هذا الشعر سجلا لحياة الأمة العربية قبل ظهور الإسلام كما اعتمد عليه علماء اللغة في وضع قواعد النحو والاستشهاد على صحتها واعتمد عليه مفسرو القرآن في بيان معانى الكلمات ومدى ورودها في لغة العرب
نشاة الشعر العربي
الشعر العربي قبل الإسلام هو ما يقصد به الشعر الذي قيل قبل ظهور بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الشعر العربي مرّ بمراحل مختلفة حتى استوى في صورته المعروفة، ذلك أن ما ورد إلينا من هذا الشعر هو ما يقرب من 150 سنة قبل البعثة المحمدية، أما ماقيل من الشعر قبل هذا التاريخ فلم يرد إلينا أي شعر.
ومما لا شك فيه، أن تاريخ اللغة العربية يمتد عدة الآف من السنين قبل هذا التاريخ، وكما ذكرنا في كتابنا " سياحة في عالم الفكر والأدب " في بحثنا عن اللغة العربية أن أول من تكلم اللغة العربية هو سيدنا سام بن نوح عليهما السلام وهو أبو العرب كما قاله مؤرخو اللغة العربية. لذلك نرى أنه قبل 150 سنة من ظهور الإسلام كان هناك شعراء لم ينقل لنا التاريخ شيئاً من أشعارهم.
يقول ابن رشيق " كان الكلام كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها، وأطيب أعرافها وذكر أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفرسانها الأنجاد، وسمائحها الأجواد لتهز أنفسها إلى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيِّم، فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام ، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً لأنهم شعروا به".
ولقد حاول محمد بن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء أن يبين بداية الشعر العربي فتحدث عن أوائل الشعراء الذين اندثرت أشعارهم وانطمس ذكرهم ولم يحفظ لهم التاريخ إلاالنزر اليسير.
و يترآءى لنا شاعرٌ ُيدعى ابن حذام إلا أنه لم ينقل لنا التاريخ شيئاً عن شخصيته ولا عن شعره. يقول ابن سلام الجمحي " إن ابن خذام رجل من طيء لم نسمع بشعره الذي بكى فيه ولا عن غيره إلا هذا البيت الذي ذكره امرؤ القيس."وهذا يدل لنا أن بكاء الديار والوقوف على الأطلال ليس في زمن امرئ القيس، لقد كان هناك شعراء من قبله منهم ابن حذام لم تصل إلينا أشعارهم إلاهذا البيت الوحيد
وعن ابن الكلبي" أول من بكى الديار امرؤ القيس بن حارثة بن الحُمام واياه عناه امرؤ القيس. "ويقول بعض الرواة أنه عمّر أكثر من مئتي سنه.
كما يورد بعض الرواة أن هناك شعراء لم يسجل لنا التاريخ من أشعارهم إلا القليل منهم سهل بن شيبان البكر الملقب بالفند الزماني والعنبر بن عمرو بن تميم والبراق بن روحان بن أسد. وزعم آخرون أن أول من قال الشعر وقصَّد القصائد هو عمرو بن قمينة بن سعد البكري. هؤلاء الشعراء قالوا الشعر بزمن طويل قبل المهلهل بن ربيعة وامرئ القيس ومن جاء بعدهم ...

اغراض الشعر
1-الوصف
الوصف من الأغراض التي برع فيها شعراء الجاهلية وهو يرد في معظم
أشعارهم؛ فالشاعر الجاهلي يركب ناقته في أسفاره، فيصفها وصفاً دقيقاً،
وهو يمر بالصحراء الواسعة فيصورها تصويراً بارعاً، يصف حرارتها قي
القيظ وما فيها من السراب الخادع، ويصف برودتها في الشتاء، ويركب
فرسه للنزهة أو للصيد فيصفه. وقد برع شعراء الجاهلية في وصف الفرس
وإعداده للصيد، ونجد ذلك عند امرىء القيس وأبي دؤاد الإيادي،

يقول أبو دؤاد:
فلما علا مَتْنَتَيْهِ الغُـلامُ وسَكَّن من آلهِ أن يُطـَارا
وسُرِّ كالأجْدلِ الفَارسـ يِّ في إثْرِ سِرْبٍ أَجَدَّ النَّفَارا
فَصادَ لَنَا أَكحَلَ المُقْلَتَيْـ ن فَحْلاً وأُخْرى مَهَاةً نَوارَا



وقد صور الشعراء أيضاً المعارك التي تحدث بين كلاب الصيد وثيران
الوحش وبقره وحمره وأتنه، ووصف الشعراء الليل، طوله ونجومه وقد
برع في ذلك امرؤ القيس، كما وصفوا الأمطار والبَرَدَ وشدة البرد
نجد ذلك عند النابغة وأوس بن حجر الذي يقول:

دَانٍ مُسِفٍ فُوَيْقَ الأرْضِ هَيْدَبُهُ يَكَادُ يَدْفَعُهُ من قَامَ بالرَّاحِ

وقد وصفوا الرياض والطيور وقرنوا الغراب بالشؤم ولم يتركوا شيئاً
تقع عليه أبصارهم إلا وقد أبدعوا في وصفه.
فهذا عنترة يصف ذباباً في

روضة فيقول:

وخَلاَ الذُّبَابُ بِهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ غَرِداً كَفِـعْلِ الشّـارِب المُتَرَنِّـم
هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بذرَاعِهِ قَدْحَ المُكِبِّ على الزّنادِ الأجْذَمِ


فغرض الوصف في العصر الجاهلي غرض ليس مقصوداً لذاته وإنما يأتي
في عرض القصيدة ليتوصل الشاعر إلى غرضه الرئيس من المدح أو
الهجاء أو الرثاء أو الفخر
2-المدح
يعتبر غرض المدح من أهم الأغراض التي قال فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛
ذلك أن الإعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان
هذا الفن من القول، فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد الذي يتضمن
الشكر والثناء، وقد يكون المديح وسيلة للكسب. والصفات التي يُمْدَحُ بها الم
مدوح هي: الكرم والشجاعة ومساعدة المحتاج والعفو عند المقدرة وحماية
الجار، ومعظم شعراء الجاهلية قالوا شعراً في هذا الغرض، فهم يمدحون
ملوك المناذرة في الحيرة أو ملوك الغساسنة بالشام ويأخذون عطاءهم
وجوائزهم. وكانت صلة طرفة بن العبد والمتلمس والنابغة الذبياني وثيقة
بملوك الحيرة، وصلة النابغة بالنعمان بن المنذر أقوى من غيره من الشعراء
وهذا يدل على أن قوة الشاعر في الجاهلية مرتبطة بتقدمه في هذا الغرض
الذي هو غرض المدح، ولا يقل بلاط الغساسنة عن بلاط المناذرة في استقبال
الشعراء فهم (أي الغساسنة) يغدقون المال الوفير على من يمدحهم من
الشعراء، ومن أشهر الشعراء الذين يفدون على ملوك غسان حسان رضي
الله عنه. ومن فحول الشعراء من جعل غُرَّ قصائده في رؤساء قومه كما
فعل زهير بن أبي سلمى.
وإذا رجعنا إلى دواوين الشعر الجاهلي وجدنا المدح يحتل نسبة عالية من
هذه الدواوين، وهذا دليل على أنه الغرض المقدم على غيره عند الشعراء

3- الفخر والحماسـة
الفخر هو الاعتزار بالفضائل الحميدة التي يتحلى بها الشاعر أو تتحلى بها
قبيلته، والصفات التي يفتخر بها الشعراء هي الشجاعة والكرم والنجدة
ومساعدة المحتاج، والفخر يشمل جميع الفضائل. أما الحماسة فهي الافتخار
بخوض المعارك والانتصارات في الحروب، فالحماسة تدخل في الفخر
ولكن ليس كل فخر حماسة، فنجد الحماسة في أشعار عنترة العبسي
وعمرو ابن كلثوم، ومعلقة عمرو تفيض بالحماسة ومن ذلك قوله:

متى نَنْقُلْ إلى قوم رحـانا يكونوا في اللقاء لها طَـحينا
يكونُ ثِفالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـد وَلَهْوَتُها قُضَاعَة أَجْمَعِينَا


وأبيات ربيعة بن مقروم
التالية تعرض علينا جوانب الفخر المتعددة حيث يقول:

وإِن تـسأَليـني فإني امر أُهين اللئيم وأَحْبو الكريـما
وأبني المعـاليَ بالمـكرما تِ وأُرْضِى الخليلَ وأروى النَّديمَا
وَيَحْمَدُ بـذلي له مُعْتَـفٍ إذَا ذَمَّ من يَعْتفيـه اللِّئيمـَا
وأجزي القرُوض وفاءً بِهَا بِبُؤْسَى بئيسىَ ونُعـمى نَعيمَا
وقومي فإن أنت كَذَّبْتـني بقوليَ فاسـألْ بقـومي عَليـمَا
أليسُوا الذيـن إذا أزْمـَةٌ ألحَّتْ على الناس تُنْسِي الحُـلومَا
يُهينُون في الـحق أموالَهُـم إذَا الَّلزَبَاتُ التَحَيْنَ المُسيمـا
طِوَالُ الرِّماحِ غَدَاة الصَّباحِ ذَوُو نَجْدَةٍ يَمْنَعُونَ الحريمـا
بَنُو الحَرْبِ يوماً إذَا اسْتَلامُوا حَسِبْتَهُمُ في الحدِيدِ القُرُومـا



فقد جمع ربيعة في هذه الأبيات معظم الصفات التي يفخر بها الشعراء؛
من بناء المعالي عن طريق الكرم والبذل لمن يستحق العطاء، ومن الوفاء
بالحقوق، ومن الانتساب إلى قوم كرام يهينون أموالهم في سبيل المجد،
ولم ينص الحماسة بل جعل لها نصيباً من فخره فقومه بنو الحرب
يعرفونها جيداً ويلبسون السلاح الملائم لها



4-الرثاء
هو إظهار الحزن والأسى والحرقة، وتبرز جودة الرثاء إِذا كان في ابن أوأخ
أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة لأخيه عبد الله من أجود الرثاء، ورثاء الخنساء
يعتبر من الرثاء المؤثر في النفوس، وكانت تشهد عكاظاً وتدور في السوق
وهي
في هودج على جمل وقد وضعت علامة على هودجها ثم تقوم بإنشاد
الشعر فتؤثر في من تمر به.
وقد تكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء
أوس بن حَجَر لفَضَالَة بن كَلَدة حيث يقول:


أَيَّتُهَا النّفْسُ أَجْمـِلِي جَزَعـَا إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـعا
إنَّ الذي جَمَّعَ السَّمَاحةَ والنَّـ ـجْدَةَ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا
الألْمَعِيَّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظّـ ـنَّ كان قَدْ رَأى وَقدْ سَمِعَا


ومن خلال تتبعنا لأبيات هذه القصيدة يتبين لنا أن الرثاء مدح للميت ونشر
لفضائله؛ فأوس ذكر في أبياته أن فضالة يتصف بالسماحة والنجدة
والحزم والذكاء والتدبير الحسن، وهذه من الصفات التي يمدح بها فضالة
عندما كان حياً فالرثاء في الجاهلية تذكير للناس بما كان يتصف به ذلك
الرجل الذي اختطفته يد المنون.
5-الهجاء
سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو من المُثًل العليا
التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً، ومن الكرم
فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذ بالثأر
بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثر الهجاء
في الأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها
في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو
السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال الطائلة
للشعراء اتقاء لشرهم.
وممن خاف من الهجاء الحارث بن ورقاء الأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن
أبي سلمى الشاعر المشهور، وأسر راعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً

منها:


لَيَأتِيَنّـكَ منِّي مَنْـطِقٌ قَـذعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ
فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ

فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذ منه

6-الغزل

هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من صبابة وشوق
وهيام، وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون قصائدهم
بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر، ولما فيه من
تنشيط للمستمع لذلك الشعر، ومن أجمل مطالع القصائد الغزلية قول المثقب العبدي:

أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأن تَبِيني
فَلَا تَعِدِي مَواعِدَ كاذباتٍ تَمرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيفِ دُونِي
فَإنِّي لَوْ تُخَالِفُني شِمَالِي خِلاَفَكِ مَا وَصَلْتُ بِهَا يميْنِي
إذاً لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بِيْني كَذَلكَ أجْتَوِي مَنْ يَجْتويني


وإذا تتبعنا الغزل الجيد المؤثر في النفس وجدناه الناتج عن التذكر
واسترجاع المواقف الماضية سواء كان في صدر القصيدة أو غزلا
مقصوداً لذاته، فهذا المُرَقِّش الأصغر يقول في تذكر موقف غزل:

صَحَا قَلْبُه عَنْهَا عَلى أَن ذِكْرَةً إذَا خَطَرَتْ دارَتْ بِهِ الأرَضُ قائماَ

وهذا بشر بن أبي خازم يقول:

فَظَلِلْتَ من فَرْطِ الصَّبَابَةِ والهَوَى طَرِفاً فؤادُكَ مِثْل فِعْل الأيَهْمِ

وإذا كان بعض الشعراء يعبرون عن لوعتهم وحبهم في أبيات تصورخلجات
النفس وتأثرها بالحب فإن عدداً من شعراء الجاهلية يتعدون ذلك إلى وصف
المرأة وصفاً كاملاً فيصفون وجهها وعينيها وقوامها ورقبتها وأسنانها وغير
ذلك، ومن هؤلاء الأعشى وامرؤ القيس بل إِن امرأ القيس لا يتورع عن ذكر
ما يجري بينه وبين المرأة. وغرض الغزل وإن كان يستدعي أسلوباً ليناً
رقيقاً إلا أننا لا نجد ذلك إِلا عند القليل من الشعراء الجاهليين.
أما معظم شعراء الغزل في الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة ولا يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من الأغراض

7- الاعتذار

الاعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو، حيث يبين الشاعر ندمه على
ما بدر منه من تصرُّفٍ سابق. وتقديم العذر في عرض ملائم يقنع المُعْتَذَرَ
إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر. وزعيم
الاعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل
في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة، ومما خاطب به النعمان

من ذلك الاعتذار قوله:

فَلاَ لَعَمْرُ الذي مَسّحْتُ كَعْبَتَهُ وما هُرِيقَ على الأنْصَاب من جَسَدِ
والمُؤمنِ العَئِذَاتِ الطّيْر يَمْسَحُهَا رُكْبَانُ مكةَ بين الغَيْـلِ والسّنَدِ
ما قُلْتُ من سَيء مِمّا اُتِيْتَ بِه إذاً فَلاَ رَفَعَـتْ سَوْطِـي إلَيَّ يَـدِي


وإذا كان النابغة قد تقدم على غيره في هذا الغرض فإن هناك شعراء
قالوا اعتذاراً جيداً، ومن أولئك الشاعر المتلمس الذي اعتذر إلى أخواله بقوله:

فَلَو غيرُ أخوالي أرادوا نَقِيصَتي جَعَلْتُ لهُم فَوْقَ العَرَانين مِيْسَمَا
ومَا كُنْتُ إلاَّ مِثْل قَاطِعِ كَفِّهِ ِبكَفٍّ لهُ أُخرَى فَأَصْبَحَ أَجْذما

والاعتذار من الأغراض الرئيسة فهو مقرون بغرض المدح؛ لأن الشاعر
لا يأتي به وسيلة لغيره وإنما ينشيء القصيدة من أجله، لأن غرض الشاعر
من قول الاعتذار هو الحصول على عفو لا يَتَأَتَّى إلا عن طريق الاعتذار
الجيد، كما أن المال لا يحصل للشاعر إلا عن طريق المدح الجيد، فغرض
الوصف ترف في القول أما الاعتذار فهو هدف يسعى إليه الشاعر، وغرض الاعتذار من الأغراض الصعبة التي لا يجيد القول فيها إلا من
أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني

8- الحكمة
الحكمة قول ناتج عن تجربة وخبرة ودراية بالأمور ومجرياتها، ولا يقولها
إلا من عركته الأيام ووسمته بميسمها، فهي تختلف عن الغزل الذي يقوله
الشاعر في أول شبابه، والحكمة لها الأثر البالغ في النفوس، فربما اشتهر
الشاعر ببيت يشتمل على حكمة جيدة فيحفظه الناس ويتناقلونه، وتشتهر
القصيدة أو شعر ذلك الشاعر بسبب تلك الحكمة، والحكمة ليست غرضاً
مقصوداً لذاته وإنما هي من الأغراض التي تأتي في عروض الشعر، وقد
اشتهر عدد من الشعراء بحكمهم البليغة، ومن أولئك زهير بن أبي سلمى الذي
بث حكمه القوية في شعره فاشتهرت وتردّدتْ على ألسن الناس قديماً وحديثاً.
وإذا نظرنا في معلقة زهير وجدناها تحظى بالكثير من حكمه ومن ذلك

قوله:
ومَنْ هَابَ أسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ ولَوْ رامَ أَسْبَابَ السمَاَءِ بِسُلَّمِ

ومثل زهير علقمة بن عَبدَة الذي يقول:
والحمدُ لا يُشْتَرَى إلا له ثَمَنٌ مِمَّا يَضِنُّ به الأقْوَامُ مَعـْلُومُ
والجودُ نَافِيَةٌ لِلْمـَالِ مُهْـلِكَةٌ والبُخْلُ بَاقٍ لأهْلِيْهِ ومَذْمُومُ


وقد تأتي الحكمة في صورة نصيحة وإرشاد كما فعل المثقب العبدي
في قصيدته التي أولها:

لا تَقُولَن إِذَا مـَا لَـمْ تُرِدْ أنْ تُتِمً الوَعْدَ في شيء نَعَمْ
حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ من بَعْدِ لا وقَبِيْحٌ قَوْلُ لا بَعْدَ نَعَمْ


والحكم في الجاهلية تعبر عن التمسك بالمثل العليا السائدة في المجتمع،
فهي ترشد إلى الأخلاق الفاضلة التي ترفع من قدر الإنسان عندما يتمسكبها،
والحكمة ليس لها مكان معين في القصيدة؛ فقد تأتي مبثوثة في القصيدة، وقد
تأتي في أول القصيدة أو في آخرها
الفصل الثالث
النثر
يعرف النثر على أنه :

• تعبير عن المشاعر و ما يدور في الذهن دون قيود فنية .

• كل ما يدور في نفس وقلب الإنسان من أفكار وخواطر ومشاعر وانفعالات ولا يتقيد بوزن أو قافية ، ويدخل فيه الخيال للتعبير عنه.

• النثر يكون لغة للتخاطب.

• شكل وأسلوب للكتابة و التعبير .

• شكل أدبي يستوعب التفاصيل والتجارب الإنسانية.

• النثر يقوم على أساس بناء لغة على لغة .

-النثر هو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي - كما هو حال الشعر - تميزه اللغة المنتقاة والفكرة الجلية، والمنطق السليم المقنع، المؤثر في المتلقي

تعريف النثر هو الکلام الذي ليس فيه الوزن ويعتمد علي الحقائق. بتعبير آخر: النثر هو کلام المقفي بالأسجاع.
النثر أدب إنساني، «وهو علي ضربين: أما الضرب الأول فهو النثر العادي الذي يقال في لغة التخاطب، وليست لهذا الضرب قيمة أدبية إلا ما يجري فيه أحيانا من أمثال وحکم، وأما الضرب الثاني فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلي لغة فيها فن ومهارة وبلاغة، وهذا الضرب هو الذي يعني النقاد في اللغات المختلفة ببحثه ودرسه وبيان ما مر به من أحداث وأطوار، ومايمتاز به في کل طور من صفات وخصائص، وهو يتفرع إلي جدولين کبيرين، هما الخطابة والکتابة الفنية ـ ويسميها بعض الباحثين باسم النثر الفني ـ وهي تشمل القصص المکتوب کما تشمل الرسائل الأدبية المحبرة، وقد تتسع فتشمل الکتابة التاريخية المنمقة».
النثر هو خلاف الشعر، وهو شكل أدبي للكتابة قد يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرا. يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية.النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة ، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلاً جميلاً ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي ، الجناس ) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط ، والتنسيب ، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي "شعر النثر" والذي يحاول أن ينقل المعلومة و الفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر.
ومن الفنون النثرية المستحدثة : فن المقالة , فن القصة , فن الرواية , فن المسرحية

اجناس النثر
1-فن الخطابة
الخطابة في العصر الجاهلي كان لها حظ وافر عند العرب لتمتع اللغة العربية بالفصاحة والبيان التي مثلت الجانب الأهم فيما ورد من خطب ذلك العصر، ومن خطباء ذلك العصر :
قس بن ساعدة الإيادي.
خارجة بن سنان خطيب داحس والغبراء
. خويلد بن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار.
أكثم بن صيفي
فبطلوع فجر الإسلام على الجزيرة العربية نشطت الخطابة واشتدت الحاجة إليها لاحتياج الدين الجديد للتبليغ في نشر وإقناع الناس في دعمه ، كما كان للخطابة الأثر البالغ في جميع مراحل تطور الدعوة من استنفار الهمم للجهاد والدفاع عن الدين ضد الكائدين والمتربصين به وتبليغ أحكامه وتعاليمه للمسلمين، وأصبحت للخطابة في ظل الإسلام مواسم وأوقات كخطبتي العيدين وخطبة الجمعة
2- فن الوصية
الوصية هي فن نثري تعبيري عرف منذ العصر الجاهلي،ومن خلالها يتم نقل حوصلة التجارب والخبرات من جيل إلى آخر بحيث لا تصدر الوصية إلا من طرف شخص مجرّب للحياة خبر حلوها ومرّها.والصية في غالب الأحيان لا تكون إلا من طرف والد لأولاده أو من طرف معلم إلى تلامذته،أو من راع إلى رعيته.ويشترط في الوصية الصدق في التوجيه
3- القصص
القصص فن نثري متميز، عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة وواقعة واحدة، أو عدة وقائع، تتعلق بشخصيات إنسانية منها وأخرى مختلفة غير إنسانية.
وتنقسم القصص الى قسمين حسب طبيعة أحداثها هما: 1- حقيقية واقعية و 2- خيالة خرافية. تتميز القصة، بأنها

تصور فترة كاملة من حياة خاصة، أو مجموعة من الحيوانات، فهي تعمد إلى عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً لترتيب معين

4-الامثال و الحكم
المثل هو قول محكم الصياغة، قليل اللفظ، موجز العبارة، بليغ التعبير، يوجز تجربة إنسانية عميقة، مضمرة ومختزلة بألفاظه، نتجت عن حادثة أو قصة قيل فيها المثل، ويضرب في الحوادث المشابهة لها . و من اسباب انتشار الامثال و شيوعها خفتها وحسن العبارة، وعمق ما فيها من حكمة لاستخلاص العبر، وإصابتها للغرض المنشودة منها، والحاجة إليها وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب و منها
جزاء سنمار: يضرب لمن يحسن في عمله فيكافأ بالإساءة إليه.
رجع بخفي حنين: يضرب هذا المثل في الرجوع بالخيبة والفشل.
الحكمة قول موجز مشهور صائب الفكرة، رائع التعبير، يتضمن معنى مسلماً به، يهدف عادة إلى الخير والصواب، به تجربة إنسانية عميقة.و قد شاعت الحكمة على ألسنة العرب لاعتمادها على التجارب واستخلاص العظة من الحوادث ونفاذ البصيرة والتمكن من ناحية البلاغة
أوجه الإختلاف و التوافق بين المثل والحكمة
• تتفق الحكمة مع المثل في: الايجاز، والصدق، وقوة التعبير، وسلامة الفكرة.
• تختلف الحكمة عن المثل في أمرين
لا ترتبط في أساسها بحادثة أو قصة1-
2- انها تصدر غالبا عن طائفة من الناس لها خبرتها و تجاربها و ثقافتها

الخاتمة
وجملة القول أن ما أسميناه علوم العرب قبل الإسلام يبلغ إلى بضعة عشر علماً فلما جاء الإسلام أهمل بعضها كالكهانة والعرافة والقيافة وبقي بعضها عند أهله ونشأ ما يقوم مقامه في عصر الحضارة كالنجوم والأنواء ومهاب الرياح والطب والخيل وارتقى الباقي واتسع عما كان في الجاهلية كالشعر والخطابة والبلاغة وكان الإسلام مساعداً على ارتقائها بالقرآن


توقيع : naruto_shippuden
إنتبه ! لا تحبط ولا تبخل من بذل مجهودا في افادتك وارفع من معناويات، ولن يكلفك سوى اضغط على الرد السريع واكتب شكراً وأنت المستفيد لأنك ستولد بداخلي طاقه لخدمتك، وكل ما نريده هو ان تفيد وتستفيد بشكل أكثر تحضرا.

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
naruto_shippuden غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للسنة, الأولى, الجاهلي, العرب, العصر, العقلية, اعداد, ثانوي:, جاهز, حياة, فهرس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: للسنة الأولى ثانوي: اعداد فهرس جاهز حول حياة العرب العقلية في العصر الجاهلي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نص جاهز حول سبق العرب الى مبادئ الديمقراطية للسنة الثانية متوسط naruto_shippuden ركن السنة الثانية متوسط 0 2016-11-29 12:28 PM
بحث حول العصر الجاهلي شعراؤه و نمط الحياة فيه number47 قسم البحوث 0 2014-10-18 08:22 PM
بحث حول فهرس حول مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي سيف الدين قسم البحوث 0 2013-11-25 11:34 PM
كتاب قصص العرب .. نوادر و طرائف العرب في العصرين الجاهلي و الاسلامي slimane2222 قسم إدارة وتطوير الذات 2 2013-09-10 06:57 PM
بحث : مظاهر الحياة العقلية العصر الجاهلي سجل..انا جزائرية ركن الاولى ثانوي 7 2012-11-03 08:36 PM


الساعة الآن 11:43 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML