منتديات بيت العرب الجزائري

منتديات بيت العرب الجزائري (http://algerianhome.com/mountada/index.php)
-   قسم الشعر الفصيح (http://algerianhome.com/mountada/forumdisplay.php?f=39)
-   -   ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا (http://algerianhome.com/mountada/showthread.php?t=8606)

مرام 92 2014-02-26 03:48 PM

ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
خِيَانَةُ الصَّمْت!
شعر: عيسى جرابا
7\1\1430هـ

أَعْلَنَ الشِّعْرُ جَهْرَةً عِصْيَانَهْ
وَرَأَى أَنَّ فِي السُّكُوْتِ بَيَانَهْ

كُلَّمَا رُمْتُهُ أَشَاحَ حَزِيْناً
وَتَوَارَى مُكَسِّراً أَوْزَانَهْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَهْوَ يَذْرِفُ... حَتَّى
قَرَّحَتْ أَدْمُعُ الأَسَى أَجْفَانَهْ

صَاحَ وَاسْتَصْرَخَ الضَّمِيْرَ وَأَلْقَى
خُطَبَ العَزْمِ لابِساً أَكْفانَهْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالدَّمُ الـحُرُّ يَجْرِي
وَهْوَ يُجْرِي بِلا صَدَىً أَلْحَانَهْ

ظَنَّهَا تُشْعِلُ الـحَمِيَّةَ... لَكِنْ
أَشْعَلَتْ فَِي ضُلُوْعِهِ أَحْزَانَهْ

صَاغَ وِجْدَانَهُ الـمُضَرَّجَ بِالغَيْـ
ـرَةِ نَاياً فَصَادَرُوا وِجْدَانَهْ

عِنْدَهَا لَمْ يَجِدْ سِوَى صَمْتِهِ الـمُـ
ـرِّ فَوَلاَّهُ فِكْرَهُ وَلِسَانَهْ

لاذَ بِالصَّمْتِ هُلْ تُرَى خَانَ؟ كَلاَّ
صَمْتُ مَنْ يَمْلِكُ القَرَارَ خِيَانَةْ!

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الصُّمُوْدِ هَنِيْئاً
خَسِرَ البَغْيُ فِي ثَرَاكِ رِهَانَهْ

إِنِّهَا قُوَّةُ الإِرَادَةِ رَوَّاهَـ
ـا مَعِيْنُ الـهُدَى فَهَزَّتْ كِيَانَهْ

كَبِّرِي كَبِّرِي وَمُدِّي بِهَا الصَّـ
ـوْتَ فَكَمْ زَلْزَلَ الصَّدَى أَرْكَانَهْ!

وَاسْتَحِثِّي قَوَافِلَ الصَّبْرِ وَارْمِي
بِاسْمِ مَنْ رَتَّلَ الوَرَى قُرْآنَهْ

لا يُخِيْفَنَّكِ الرَّدَى حِيْنَمَا فَجَّـ
ـرَ فِي مُقْلَةِ الـمَدَى بُرْكَانَهْ

فَمِنَ الـمَوْتِ لِلحَيَاةِ حَيَاةٌ
تَمْنَحُ الـحَقَّ عِزَّةً وَمَكَانَةْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الرِّبَاطِ إِلَيْكِ الـ
ـقَلْبُ وَافَى فَجَدِّدِي إِيْمَانَهْ

لَمْ يَكُنْ وَحْدَهُ فَكَمْ مِنْ قُلُوْبٍ
هَزَّهَا الشَّوْقُ فَاسْتَقَلَّتْ حِصَانَهْ!

أَقْبَلَتْ تَطْلُبُ الشَّهَادَةَ عَافَتْ
عَيْشَ مَنْ بَاتَ يَسْتَلِذُّ هَوَانَهْ

مَنْ يَرَى فِيْكِ مَا يَرَى ثُمَّ يُغْضِي
لَهْوَ مَيْتٌ لَمْ يَدْفِنُوا جُثْمَانَهْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الـهُوِيَّةِ عُذْراً
خَانَكِ اليَوْمَ مَنْ أَضَاعَ الأَمَانَةْ!

أَوَ نَبْكِي عَلَيْكِ أَمْ أَنْتِ مَنْ يَبْـ
ـكِي عَلَيْنَا؟ جِرَاحُنَا هَتَّانَةْ

عَرَبٌ نَحْنُ مُسْلِمُوْنَ وَلَكِـ
ـنَّا سُكَارَى كَأَنَّنَا فِي حَانَةْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالـخُطُوْبُ جِسَامٌ
تُفْقِدُ العَاقِلَ الرَّشِيْدَ اتِّزَانَهْ

غَيْرَ أَنَّا نَلُمُّهَا ثُمَّ نَغْفُو
ثُمَّ نَصْحُو نَلُوْكُ (دَانَةْ وَدَانَةْ)!

هَكَذَا وَالعَدُوُّ يَرْنُو فَكَمْ زَا
دَ وَزِدْنَا تَغَطْرُساً وَاسْتِكَانَةْ!

أَضْرَمَ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ وَرَدُّ الـ
ـفِعْلِ شَجْبٌ بِشِدَّةٍ وَإِدَانَةْ

بِرَخِيْصِ الكَلامِ نَلْقَى عَدُوًّا
يَشْحَذُ الـحِقْدُ سِنَّهُ وَسِنَانَهْ

خَلْفَ أَوْهَامِنَا رَكَضْنَا وَلِلسِّلْـ
ـمِ شِعَارٌ دَمُ العُرُوْبَةِ زَانَهْ

إِنْ يَطُلْ لَيْلُ صَمْتِنَا فَيَدُ الظُّلْـ
ـمِ سَتَمْتَدُّ... مَا لَنَا مِنْ حَصَانَةْ

إِنَّهَا دَوْرَةُ الزَّمَانِ قَرَأْنَا
وَرَأَيْنَا... فَحَاذِرُوا دَوَرَانَهْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الإِبَاءِ سَأَطْوِي
حَرْفَ شِعْرِي فَلَيْسَ لِلشِّعْرِ خَانَةْ

قَدْ بَلَوْنَاهُ مُنْذُ سِتِّيْنَ عَاماً
وَهْوَ يُوْرِي بِهِمَّةٍ نِيْرَانَهْ

إِنَّمَا مَا اسْتَطَاعَ تَحْرِيْرَ أَرْضٍ
كَيْفَ... مَنْ كَانَ طِرْسُهُ مَيْدَانَهْ؟!

مَنْ يُرِدْ عِزَّةً يَنَلْهَا وَلَوْ مَيْـ
ـتاً وَمَنْ هَانَ لَمْ تُضِرْهُ الـمَهَانَةْ

مرام 92 2014-02-26 03:55 PM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
مَرَاجِلُ الشَّوْق
شعر: عيسى جرابا
2\4\1428هـ

يُلِحُّ عَلَيَّ الشَّوْقُ حَتَّى أَحَالَنِي
مَرَاجِلَ مِنْ رِيْحِ التَّذَكُّرِ لا تَهْدَا

أُضَمِّدُ جُرْحَ القَلْبِ مِنْ طَعْنَةِ النَّوَى
وَمِنْ يَـدِهِ جُـرِّعْـتُ مَا جَاوَزَ الـحَدَّا

أَلِفْتُ الأَسَى حَتَّى كَأَنِّي مَعَ الأَسَى
وُلِدْتُ... وَأَعَيَانِي كَأَنِّي بِهِ أُرْدَى

وَفِي مُهْجَـتِي بَحْـرٌ مِنَ الـحُزْنِ هَادِرٌ
يُلَمْلِمُنِي جَزْراً وَيَنْشُرُنِي مَدَّا

إِذَا لَفَّنِي لَيْلِي تَلَفَّتُّ... مَا هُنَا
سِوَى وَحْشَةٍ مِنْ حَيْثُمَا تَنْتَهِي تَبْدَا

وَلَوْلا طُيُوْفٌ مَاتَزَالُ تَعُوْدُنِي
لَذَابَ فُؤَادِي فِي عَبَاءَتِهِ وَجْدَا

وَلَوْلا رِضَا نَفْسِي بِمَا خَطَّهُ القَضَا
لَكُنْتَ لَهَا يَا لَيْلُ فَوْقَ الثَّرَى لَحْدَا

سَلامٌ عَلَى عَهْدٍ تَقَضَّى غَرَسْتُهُ
بِقَلْبِي وَقَدْ صَيَّرْت عَيْنِي لَهُ مَهْدَا

أَرَى فِـيْهِ رَوْضَ الـحُبِّ فَيْنَانَ تُجْتَلَى
كُرُوْمُ الـهَوَى مِنْ رَاحَتَيْهِ وَتُسْتَهْدَى

وَأَلْمَحُ هَاتِيْكَ العُرُوْشَ تَمَايَلَتْ
غُصُوْناً وَمَدَّتْ كَفَّ لَهْفَتِهَا رِفْدَا

وَأَشْتَمُّ أَنْسَامَ الـمَسَاءَاتِ كُلَّمَا
سَرَتْ تَنْسُجُ النَّجْوَى لِمُسْتَوْحِشٍ بُرْدَا

وَأَسْمَعُ أَطْيَارَ التَّصَافِي وَقَدْ شَدَتْ
تَهُزُّ قُلُوْباً لِلوَفَاءِ غَدَتْ وِرْدَا!

وَأُبْصِرُ أَحْبَابِي تَقَاسِيْمُهُمْ سَنَاً
وَأَرْوَاحُهُمْ لَمَّا تَزَلْ تَنْثُرُ الوَرْدَا

بِهِمْ طَابَتِ الدُّنْيَا فَرَفَّتْ كَجَنَّةٍ
مِنَ الوُدِّ لَمْ تُنْبِتْ مَرَاراً وَلا حِقْدَا

سَلامٌ عَلَى عَهْدٍ رَوَيْنَاهُ أُلْفَةً
فَصَارَ سَمَاءً فَاضَ صَيِّبُهَا شَهْدَا

وَكُنَّا بِهِ نَسْتَعْطِفُ القُرْبَ سَاعَةً
فَأَجْرَى عَطَاءً كَمْ أَغَاضَ بِهِ البُعْدَا!

فَمَا بَالُهُ وَلَّى وَخَلَّفَ حَسْرَةً
بِحَرْفِي وَوِجْدَانِي أَحُسُّ لَهَا وَقْدَا؟

وَأَيْنَ رِيَاضٌ وَارِفَاتٌ سَكَبْتُ فِي
مَـدَاهَا لُحُوْنِي؟ مَا لَهَا أَصْبَحَتْ جَرْدَا؟

وَأَيْنَ العَشَايَا؟ كَيْفَ تَخْضَرُّ مُهْجَتِي
وَمَا أَبْصَرَتْ بَرْقاً وَلا سَمِعَتْ رَعْدَا؟

مَرَاجِلُ شَوْقٍ أَنْضَجَتْ كُلَّ خَفْقَةٍ
فَصِحْتُ بِهَا كُوْنِي عَلَى خَافِقِي بَرْدَا

سَلامٌ عَلَى عَهْدٍ تَقَضَّى... وَإِنَّنِي
لأَذْكُرُ مَا افْتَـرَّ الـحَيَا ذَلِكَ العَهْدَا

وَمَا لِمَشُوْقٍ غَيْرُ ذِكْرَى تُرِيْقُهُ
تَرَانِيْمَ وَلْهَى لَيْسَ تُبْلِغُهُ القَصْدَا

سَلامٌ سَلامٌ... رَجْعُ نَبْضِي عَلَى فَمِي
أُغَنِّيْهِ أَسْتَحْلِيْهِ أَنْظِمُهُ عِقْدَا

وَلِلأَمْسِ وَجْهٌ كُلَّمَا لاحَ أَنْتَشِي
أُقَبِّلُهُ عَيْناً وَأَلْثِمُهُ خَدَّا

مرام 92 2014-02-26 04:01 PM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
شَـيْـخُـوْخَـة
شعر/ عيسى جرابا
20/7/1422هـ

أَشْجَاهُ بَعْدَ الشَّيْبِ ذِكْرُ شَبَابِهِ
وَبَرَاهُ بَعْدَ الوَصْلِ فَقْدُ صِحَابِهِ

طَافَتْ بِهِ الذِّكْرَى فَبَاتَ مُسَهَّداً
نَهْبَ الأَسَى وَاللَّيْلُ لَيْسَ بِآبِهِ

يَشْدُو وَلَوْلا شَدْوُهُ فِي حَالِكٍ
دَاجٍ لَكَانَ الـهَمُّ قَدْ أَوْدَى بِهِ

رِيْحُ التَّشَوُّقِ مَا تَزَالُ تَنُوْشُهُ
حَتَّى هَوَى فِي حُزْنِهِ وَعَذَابِهِ

فَجَعَتْهُ أَحْدَاثُ الزَّمَانِ بِكُلِّ مَنْ
يَهْوَى وَغَاضَ الأُنْسُ فِي أَكْوَابِهِ

وَسِنِيْـنُهُ شَيَّـبْنَهُ وَأَحَلْـنَهُ
عَظْماً تَعَرَّى مِنْ جَمِيْلِ ثِيَابِهِ

ذَهَبَ الرَّبِيْعُ بِزَهْرِهِ وَرُوَائِهِ
وَأَتَى الشِّتَاءُ بِثَلْجِهِ وَضَبَابِهِ

شَاخَتْ خُطَاهُ وَشَاخَتْ الطُّرُقُ الَّتِي
فِيْهَا مَشَى شَاخَتْ عُيُوْنُ رِغَابِهِ

بَلْ شَاخَ نَبْضُ فُؤَادِهِ وَتَكَسَّرَتْ
سُفُنُ الـحَيَاةِ عَلَى عُبَابِ مُصَابِهِ

وَعَلَى فَمِ الذِّكْرَى سُؤَالٌ تَـائِهٌ
مَازَالَ مَلْهُوْفاً لِحِضْنِ جَوَابِهِ

لَمْ يَحْتَمِلْ عَيْشَ الغَرِيْبِ وَلِلرَّدَى
هَـمٌّ أَنَـاخَ بِلُـبِّـهِ وَبِـبَـابِهِ

دُنْيَاهُ قَدْ غَدَرَتْ بِهِ وَتَنَكَّرَتْ
فَغَدَا بِهَا وَحُضُوْرُهُ كَغِيَابِهِ

عَهْدُ الـمَشِيْبِ أَتَى كَلَيْلِ الـمُبْتَلَى
وَمَضَى كَوَمْضِ البَرْقِ عَهْدُ شَبَابِـهِ

kakashi_senpai 2014-02-26 07:42 PM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
شكرا لك على الديوان الجميل :

في انتظار المزيد

مرام 92 2014-02-27 06:51 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 

بَقَايَا السَّامِرِي
شعر/ عيسى جرابا
11/5/1426هـ
يقول الشاعر عن نفسه:

قال لي صديق عزيز ذات مساء في اتصال هاتفي ونحن نتجاذب أطراف الحديث
حول الشعر وقضاياه الساخنة: كالتجديد, والغموض, والفن للفن, والمعنى في بطن القارئ...
وحين أبديت له وجهة نظري التي أعتقدها قال لي مازحا: أنت متشدد , فأجبته مازحا
بعشر رسائل شعرية عبر الجوال شكَّلت هذه القصيدة التي أهديها إليه مع التحية...


قُلْ مَا تَشَاءُ فَلَسْتُ بِالـمُتَشَدِّدِ
وَدَعِ الـهَوَى فَالسَّيْفُ لَيْسَ بِمُغْمَدِ

لَمْلِمْ بَقَايَا الصَّمْتِ إِنَّ لأَحْرُفِي
رِيْحاً مُجَلْجِلَةً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي

وَافْتَحْ مَغَالِيْقَ الـحِوَارِ فَبُلْبُلِي
سَامِي الرُّؤَى غَرِدٌ أَصِيْلُ الـمَوْرِدِ

وَتَأَمَّلِ الكَوْنَ الفَسِيْحَ أَمَا تَرَى؟
لَبِسَ الـمُسَالِمُ فِيْهِ ثَوْبَ الـمُعْتَدِي؟

وَاسْبُرْ فَيَافِي الفِكْرِ كَيْفَ تَزَيَّنَتْ
لِلجَانِحِ الظَّامِي بِوَجْهٍ أَجْرَدِ؟

أَرَوَى سَرَابٌ ظَامِئاً مِنْ قَبْلِنَا؟
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الـهَوَى الـمُتَمَرِّدِ

تَاللهِ مَا التَّجْدِيْدُ حُمَّى إِنَّمَا
مَوْتٌ يَسِيْرُ إِلَيْهِ كُلُّ مُجَدِّدِ

مَا لَمْ يَكُنْ فِي الفِكْرِ يَصْدُرُ وَاثِقاً
عَنْ آيِ خَالِقِهِ وَهَدْيِ مُحَمَّدِ

فَاحْذَرْ فَدَيْتُكَ مَا الضَّلالَةُ كَالـهُدَى
كَلاَّ وَلا الرَّيْحَانُ مِثْلُ الغَرْقَدِ

الشِّعْرُ قَبْلَ الوَزْنِ فَيْضُ مَشَاعِرٍ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فَمَصِيْرُهُ لِلمَوْقِدِ

وَالفَنُّ وَيْحَ الفَنِّ نَرْكُضُ خَلْفَهُ
رَكْضَ الذَّبِيْحِ وَضَاعَ فِيْنَا الـمُهْتَدِي

مَاذَا جَنَيْنَا وَالـخُطَى يَبْتَزُّهَا
تِيْهٌ وَدَرْبُ الفَنِّ غَيْرُ مُعَبَّدِ؟

يَا لَيْتَنِي حَسَّانُ حَازَ بِشِعْرِهِ
مَا لَمْ يَحُزْ شُعَرَاءُ عَالَمِنَا الرَّدِي

أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ فَمَا أَنَا
فَظُّ الفُؤَادِ وَلَسْتُ بِالـمُتَشَدِّدِ

غَنَّيْتُ لَمْ تَرْكَعْ حُرُوْفِي لِلهَوَى
ذُلاًّ وَلَمْ تَلْثِمْ جِدَارَ الـمَعْبَدِ

أَسْرَجْتُهَا كَالصَّافِِنَاتِ وَلَمْ أَقَلْ
كَسِوَايَ "إِنْ تَرْشُدْ غُزَيَّةُ أَرْشُدِ"

سَأَجِيْءُ لِلرَّحْمَنِ فَرْداً يَا لَهُ
مِنْ مَوْقِفٍ إِنْ كُنْتُ لَمْ أَتَزَوَّدِ

مَا الشِّعْرُ؟ مَقْبَرَةُ الـمَشَاعِرِ؟ رُبَّمَا
إِنْ بَاتَ لُغْزاً خَلْفَ بَابٍ مُوْصَدِ

فَإِذَا سَمِعْتَ مُزَمِّراً وَمُطَبِّلاً
فَأُعَيْمِشٌ يَبْغِي الـهُدَى مِنْ أَرْمَدِ

دَعْوَى تُخَاتِلُنَا وَتَسْلُبُ بَاقِياً
مِنْ ذَوْقِنَا وَالفَوْزُ لِلمُتَبَلِّدِ

وَاسْتَغْلَقَتْ كُلُّ الرُّؤَى وَتَشَابَكَتْ
وَالعَقْلُ فِيْهَا كَالضَّرِيْرِ الـمُجْهَدِ

فَاللَّيْلُ صُبْحٌ مُشْرِقٌ وَالصُّبْحُ لَيْـ
ـلٌ مُظْلِمٌ وَالـجَدْبُ مُخْضَرٌّ نَدِي

وَالـمَسْخُ إِبْدَاعٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ
بِشَتَاتِنَا فَامْنَحْهُ بَعْضَ تَوَدُّدِ

وَالصَّاعِدُوْنَ بِنَا لأَسْفَلَ شَأْنُهُمْ
كَالنَّازِلِيْنَ بِنَا لأَعْلَى فَاقْتَدِ

فَإِذَا اقْتَدَيْتَ فَأَنْتَ أَكْبَرُ شَاعِرٍ
يَسْمُو بِحِسٍّ بَارِدٍ مُتَجَمِّدِ

سَتَنَالُ أَوْسِمَةً وَيَغْمُرُكَ السَّنَا
مُتَلأْلِئاً وَتَعِيْشُ عَيْشَ الأَرْغَدِ

أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ كَأَنَّنِي
مُتَشَدِّدٌ قُلْهَا وَلا تَتَرَدَّدِ

إِنْ كَانَ مَا أَدْعُو إِلَيْهِ تَشَدُّداً
يَا مَرْحَباً عَدَدَ الـحَصَى بِتَشَدُّدِي

لا يَسْتَقِيْمُ الشِّعْرُ مَبْنَى دُوْنَمَا
مَعْنَى وَلا مَعْنَى بِمَبْنَىً مُقْعَدِ

مَاذَا بِبَطْنِ القَارِئِ الـخَالِي إِذَا
أَخْفَاهُ بَطْنُ الشَّاعِرِ الـمُتَعَمِّدِ؟

لا شَيْءَ غَيْرُ الوَهْمِ يَسْكُنُ أَنْفُساً
عَطْشَى نَمَتْ أَحْلامُهَا فِي فَدْفَدِ

بَانَتْ وُجُوْهُ القَوْمِ سُوْداً مَاؤُهَا
يَرْفَضُّ مِنْ تَحْتِ القِنَاعِ الأَسْوَدِ

أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ فَقَالَ لِي
وَالعَصْرُ؟ هَلْ يَنْضُو ثِيَابَ تَجَدُّدِ؟

رَجْعِيَّةٌ تِلْكَ الَّتِي تَدْعُو لَهَا
أَتُرِيْدُنَا تَبَعاً بِغَيْرِ تَفَرُّدِ؟

جَدِّدْ وَجَرِّبْ فَجِّرِ اللُّغَةَ الَّتِي
جَمَدَتْ عَلَى شَفَةِ الزَّمَانِ الأَرْبَدِ

آنَ الأَوَانُ فَعَصْرُنَا مُتَوَشِّحٌ
حُرِّيَّةً تَفْتَرُّ لِلمُتَجَدِّدِ

كُنْ أَنْتَ وَاعْتَصِرِ السُّمُوْمَ وَصُبَّهَا
نَخْباً بِأَقْدَاحِ الـهَزِيْمَةِ لِلصَّدِي

وَالْبَسْ بُرُوْدَ العُرْيِ جَرِّدْ حِسَّكَ الـ
ـمَغْمُوْسِ فِي حِضْنِ الدُّجَى الـمُتَجَرِّدِ

عَاقِرْ بِهِ خَمْرَ الرَّذِيْلَةِ هَاتِكاً
سِتْرَ الـحَيَاءِ فَمِنْ كُوَاهُ سَتَبْتَدِي

تِلْكَ القُرُوْنُ البَائِدَاتُ تَحَلَّلَتْ
تَحْتَ الثَّرَى فَنَفَضْتُ مِنْ يَدِهَا يَدِي

فَأَجَبْتُهُ وَالـحَرْفُ يَهْدِرُ فِي فَمِي
كَالـمَوْجِ أَوْ كَالقَاصِفِ الـمُتَوَقِّدِ

وَاللهِ لَوْ صَاغُوْا النُّجُوْمَ قِلادَةً
مَا حِدْتُ عَنْ دَرْبِي وَلا عَنْ مَقْصَدِي

هَذَا أَنَا مَا عَادَ يُرْهِبُنِي نُبَـ
ـاحُ الكَاشِحِيْنَ وَلا عُوَاءُ الـحُسَّدِ

الـحَقُّ أَبْلَجُ لا تَغِيْبُ شُمُوْسُهُ
تَجْلُو خَبَايَا الـخَائِنِ الـمُتَشَرِّدِ

أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ كَأَنَّنَا
فِي خَنْدَقٍ وَاللَّيْلُ كَالـمُتَرَصِّدِ

وَإِذَا رَأَيْتَ الـحَاضِرَ الكَابِي يَضِيْـ
ـقُ بِأَمْسِهِ فَارْسُمْ تَبَاشِيْرَ الغَدِ!

فَالسَّامِرِيُّ وَعِجْلُهُ وَوُعُوْدُهُ
كَذِبٌ وَعِنْدَ اللهِ أَصْدَقُ مَوْعِدِ




مرام 92 2014-02-27 06:53 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
عَاشِقٌ أَنَا
شعر\ عيسى جرابا
25\1\1428هـ

سَأَلَتْنِي: أَلَمْ تَزَلْ
يَا حَبِيْبِي تُحِبُّنِي؟

أَأَنَا مَنْ عَشِقْتَ؟ كَيْـ
ـفَ لَعَمْرِي عَشِقْتَنِي؟

وَرَمَتْنِي بِنَظْرَةٍ
سِرُّهَا غَيْرُ مُعْلَنِ

وَكَبَدْرِ التَّمَامِ مَا
لاحَ مِنْ وَجْهِهَا السَّنِي

ثُمَّ عَادَتْ تُلِحُّ: هَـ
ـلاَّ حَبِيْبِي أَجَبْتَنِي

وَسَرَى صَوْتُهَا كَنَـ
ـايٍ لَهُ القَلْبُ يَنْحَنِي

رَنَّ فِي مَسْمَعِي فَذَ
وَّبَ رُوْحِي وَهَزَّنِي

وَالْتَقَيْنَا... فَبِتُّ فِي
رَوْضَةٍ الـحُبِّ أَجْتَنِي

تَمْتَمَتْ: مَا انْطَفَتْ لَوَا
عِجُ شَوْقِي فَضُمَّنِي

طَوَّقَتْهَا يَدَايَ... هَمْـ
ـهَمْتُ: يَا لَيْلُ دَفِّنِي

مَا أَلَذَّ اللِّقَاءَ...! قَا
لَتْ: أَحَقًّا تُحِبُّنِي؟

قُلْتُ: مَنْ لِي سِوَاكِ... إِنْ
تَأْمُرِي القَلْبَ يُذْعِنِ

وَتَسَاقَتْ جَدَاوِلُ الـ
ـبَوْحِ فِي حِضْنِهَا الـهَنِي

وَمَضَى الوَقْتُ... كَانَ بَـ
ـرًّا... لِمَ اليَوْمَ عَقَّنِي؟

لَيْتَنِي يَا حَبِيْبَتِي
أَمْلِكُ الوَقْتَ لَيْتَنِي

كُنْتُ أَوْقَفْتُهُ... فَبُوْ
حِي وَغَنِّي وَدَنْدِنِي

سَكَنَ اللَّيْلُ خَاشِعاً
لِلنَّجَاوَى وَلَمْ يَنِ

كَأْسُنَا صَاغَهَا الـهَوَى
كَيْفَ مَنْ ذَاقَ يَنْثَنِي؟

مَا سَكِرْنَا... كَأَنَّهَا
مَا ارْتَوَتْ أَمْ كَأَنَّنِي...؟

وَأَغَارَ الصَّبَاحُ يَهْـ
ـدِمُ مَا بِتُّ أَبْتَنِي

عَاشِقٌ عَاشِقٌ أَنَا
إِنَّهُ العِشْقُ مَوْطِنِي

أَوَحِيْدٌ بِهِ؟ فَقُلْـ
ـتُ بِفَخْرٍ: لَعَلَّنِي

وَأَنَا...؟ قُلْتُ: أَنْتِ فِيْـ
ـهِ مَلاذِي وَمَسْكَنِي

لَسْتِ إِلاَّ أَمِيْرَةً
عِشْقُهَا كَمْ أَمَضَّنِي!

ضَحِكَتْ وَارْتَمَتْ بِشَـ
ـوْقٍ إِلَيْهَا تَشُدُّنِي

قُلْتُ: هَاكِ الفُؤَادَ قَصْـ
ـراً مِنَ الـحُبِّ فَاسْكُنِي

لَمْ أَكُنْ قَبْلَهَا فَقِيْـ
ـراً... وَإِنِّي بِهَا غَنِي

مرام 92 2014-02-27 06:57 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
الفَرَاشَةُ وَالنَّار
شعر: عيسى جرابا
20\10\1429هـ

لَسْتُ أَدْرِي
مَا الَّذِي يَجْرِي؟
وَلا مَاذَا اقْتَرَفْتُ؟
غَيْرَ أَنَّ النَّارَ أَغْرَتْنِي
فَلَمَّا جِئْتُهَا أَقْبِسُ
ثَارَتْ
فَاشْتَعَلْتُ
عَجَباً مَا قِصَّةُ النَّارِ؟
أَرَاهَا انْطَفَأَتْ
صَارَتْ رَمَاداً
وَأَنَا وَحْدِيَ بَاقٍ
مَا انْطَفَأْتُ
مَا الَّذِي يَجْرِي؟
أَحَقًّا لَسْتُ أَدْرِي
أَمْ تُرَى أَنِّيَ أَدْرِي؟
بَيْنَ هَذِيْنِ...
تَلَفَّعْتُ بِصَمْتِي
وَاحْتَرَقْتُ

كُلَّمَا صَعَّدْتُ طَرْفِي
أَرْتَجِي أَنْ أُبْصِرَ الأُفْقَ
مُوَشَّى بِالنُّجُوْمْ
أَوْ أَرَى غَيْمَةَ حُبٍّ تَتَدَلَّى
مَلأَتْ بِالـحُبِّ أَعْطَافَ الغُيُوْمْ
كُلَّمَا أَرْهَفْتُ سَمْعِي
عَلَّنِي أَسْمَعُ لَحْناً
كَفُّهُ تَمْسَحُ مَا بِيْ مِنْ هُمُوْمْ
ضَجَّتِ الظُّلْمَةُ حَوْلِي
وَبَدَا لِي وَجْهُهَا الـمُرْبَدُّ مَأْلُوْفاً
تَأَمَّلْتُ..
تَهَجَّيْتُ..
تَصَفَّحْتُ..
وَلَكِنِّي تَعِبْتُ
فَتَلَفَّعْتُ بِصَمْتِي
وَسَكَنْتُ

هَا أَنَا أَبْحَثُ فِي بِيْدِ اتِّقَادِي
عَنْ بَقَايَا مِنْ فُؤَادِي
عَنْ أَمَانِيَّ الَّتِي كُنْتُ أَرَى
مَائِي بِعَيْنَيْهَا وَزَادِي
عَنْ وَعَنْ..
طَالَ بِيَ الدَّرْبُ
وَمَا زِلْتُ بِهِ أَبْحَثُ كَالـمَوْتُوْرِ
عَنْ أَشْيَاءََ كَانَتْ حَيْثُ كُنْتُ
غَيْرَ أَنِّي مَا وَصَلْتُ
وَخُطَى عَزْمِيَ كُلَّتْ
فَتَلَفَّعْتُ بِصَمْتِي
وَوَقَفْتُ

مَا لَهَا الدُّنْيَا؟
كَأَنِّي لا أَرَى إِلاَّ سِبَاعاً وَذِئَابَةْ
وَثَعَابِيْنَ تُحِيْلُ الـمَوْتَ
مِزْمَاراً
وَرَقْصاً
وَدُعَابَةْ
مَا لَنَا أَمْ مَا لَهَا الدُّنْيَا؟
عَلَى بَابِ هَوَاهَا
ضَيَّعَ الوَاعِي صَوَابَهْ
مَنْ بِهَا مَا اسْتَلَّ نَابَهْ؟
إِنَّهَا أَسْوَأُ غَابَةْ
مَنْذُ أَنْ صَارَتْ مُنَاهَا كَمُنَى نَسْرٍ
وَأَمْسَى حُلْمُهَا حُلْمَ ذُبَابَةْ
وَاقِعٌ مُرٌّعَلَى أَغْصَانِهِ
أَبْصَرْتُ آلافَ الـحَرَابِي صَاعِدَاتٍ
كُلَّمَا فَكَّرْتُ فِي الأَمْرِ عَجِبْتُ
غَيْرَ أَنِّي مَا فَطِنْتُ
فَتَلَفَّعْتُ بِصَمْتِي
وَحَلُمْتُ

لَسْتُ أَدْرِي
مَا الَّذِي يَجْرِي؟
لَعَمْرِي لَسْتُ أَدْرِي
بَيْدَ أَنِّي مَا الْتَفَتُّ
وَإِلَى نَفْسِي رَجَعْتُ
أَشْرَبُ الـحُزْنَ عَلَى الرِّيْقِ صَبَاحاً
وَأُدَارِي وَقْدَهُ كُلَّ مَسَاءْ
وَأُغَنِّي لَحْنِي البَاكِي لِكُلِّ البُؤَسَاءْ
إِنَّهُمْ يَمْشُوْنَ لَكِنْ لِلوَرَاءْ
وَيَعِيْشُوْنَ عَلَى خَطِّ الفَنَاءْ
أَهُمُ كَالنَّاسِ مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ؟
هَكَذَا ضِقْتُ بِهَمِّي
حِيْنَمَا أَدْرَكْتُ أَنِّي
وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاءْ
عِنْدَهَا أَغْمَضْتُ عَيْنِي
فَكَأَنِّي لا أَرَى شَيْئاً
وَلا يَوْماً سَمِعْتُ
وَتَصَبَّرْتُ لَعَلِّي أَحْبِسُ الدَّمْعَ
وَلَكِنْ مَا اسْتَطَعْتُ
فَحَمَلْتُ النَّبْضَ جُرْحاً
وَتَلَفَّعْتُ بِصَمْتِي
وَارْتَحَلْتُ...

مرام 92 2014-02-27 06:58 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
فِي قَبْضَةِ الصَّمْت
شعر: عيسى جرابا
2\8\1429هـ

نَاحَتْ حَمَائِمُهُ عَلَى أَغْصَانِهِ
فَهَمَتْ سَحَائِبُهُ عَلَى كُثْـبَانِهِ

يَبْتَزُّهُ لَيْلُ السُّكُوْنِ فَيَنْطَوِي
سِفْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ فَوْقَ لِسَانِهِ

يَمْشِي عَلَى وَجَعٍ وَلَيْسَ أَمَامَهُ
إِلاَّ ظَلامٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِهِ

يَشْكُو وَلِلشَّكْوَى الـمَرِيْرَةِ خِنْجَرٌ
يَهْفُو إِلَى الدَّفَّاقِ مِنْ شِرْيَانِهِ

أَيُلامُ؟ كَلاَّ... مَنْ يَلُوْمُ مُكَبَّلاً
وَالنَّارُ رَاقِصَةٌ عَلَى أَرْدَانِهِ؟!

يَغْشَاهُ عَجْزٌ لَمْ يَزَلْ يَشْقَى بِهِ
وَأَشَدُّ مَا يُشْقِيْهِ عَجْزُ بَيَانِهِ

لَوْلا يَدُ الأَمَلِ الَّتِي تَحْنُو عَلَيْـ
ـهِ لَكَانَ شِلْواً فِي دُجَى أَكْفَانِهِ

اللهَ يَا زَمَنَ العَجَائِبِ فِيْكَ مَا
يُوْرِي هَشِيْمَ الـهَمِّ فِي وِجْدَانِهِ

كَالشَّمْسِ لَكِنْ غَامِضٌ كَاللَّيْلِ لَـ
ـكِنْ وَاضِحٌ... أَعْيَاهُ طَبْعُ زَمَانِهِ

فِي فِيْهِ مَاءٌ مَا يَقُوْلُ؟ كَفَاهُ مَا
نَقَشَتْهُ أَدْمُعُهُ عَلَى أَجْفَانِهِ

الدَّرْبُ مُمْتَدٌّ وَأَشْبَاحُ الدُّجَى
مَسْعُوْرَةٌ سَلَبَتْهُ نَجْمَ أَمَانِهِ

يَرْنُو وَلَيْسَ يَرَى.. خُطَاهُ حَبِيْسَةٌ
وَفُؤَادُهُ كَمْ تَاهَ عَنْ خَفَقَانِهِ!

يُصْغِي وَصَوْتُ النَّايِ مَبْحُوْحٌ... يَكَـ
ـادُ يَغَصُّ بِالـمَوَّارِ مِنْ أَشْجَانِهِ

فِي قَبْضَةِ الصَّمْتِ الرَّهِيْبِ كَأَنَّهُ
سِجْنٌ... وَمَا أَدْرَاكَ عَنْ سَجَّانِهِ؟

يَجْتَاحُهُ جَدْبٌ أَرَاقَ رُوَاءَهُ
وَأَطَاحَ بِالـمُخْضَلِّ مِنْ أَغْصَانِهِ

قَالُوا لَهُ: تَاللهِ إِنَّكَ شَاعِرٌ
فَمَضَى يُخَضِّبُ لَحْنَهُ بِجَنَانِهِ

لَمْ يَلْتَفِتْ... حَتَّى غَدَا شَدْوُ البَلا
بِلِ وَالـجَدَاوِلِ مِنْ صَدَى أَلـحَانِهِ

لَكِنَّهُ أَمْسَى وَحِيْداً... هَلْ تُرَى
خَدَعُوْهُ مُذْ تَرَكُوْهُ فِي حِرْمَانِهِ؟

جُرْحٌ تَغَلْغَلَ فِي حَشَاهُ فَمَنْ يُضَمِّـ
ـدُ جُرْحَهُ؟ مَا كَفَّ عَنْ جَرَيَانِهِ

لَمْ يَلْتَفِتْ رَغْمَ الأَسَى... إِلْهَامُهُ
وَحْيٌ بِهِ يَسْمُو عَلَى أَقْرَانِهِ

سَيَظَلُّ يَرْسُمُ لَوْحَةَ الإِحْسَاسِ مِنْ
أَفْرَاحِهِ طَوْراً وَمِنْ أَحْزَانِهِ

هُوَ شَاعِرٌ... وَالشِّعْرُ لا يُصْغِي لَهُ
مَنْ لا يَعِي وَالوَقْرُ فِي آذَانِهِ

مرام 92 2014-02-27 07:00 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
أُمِّــــــــــــــي
شعر: عيسى جرابا
14\5\1429هـ


حَمَلُوْكِ... لا وَاللهِ بَلْ حَمَلُوْنِي
دَفَنُوْكِ... لا وَاللهِ بَلْ دَفَنُوْنِي

مَا مُتِّ يَا أُمَّاهُ كَلاَّ... بَلْ أَنَا
مَنْ مَاتَ قَبْرِي حَسْرَتِي وَشُجُوْنِي

تَتَصَاعَدُ الآهَاتُ نَاراً أَحْرَقَتْ
قَلْبِي... وَأَطْفَأَتِ الدُّمُوْعُ عُيُوْنِي

أَنَا لا أَرَى فِيْمَا أَرَى إِلاَّ أَسَىً
مُتَغَلْغِلاً فِي كُلِّ ذَرَّةِ طِيْنِ

الفَقْدُ يَا أُمَّاهُ خِنْجَرُ غَادِرٍ
أَهْوَى بِهِ فَجَرَتْ دِمَاءُ حَنِيْنِي

أَنَا مَا بَكَيْتُ عَلَيْكِ... بَلْ أَبْكِي عَلَى
نَفْسِي بُكَاءَ الـخَائِرِ الـمَـغْـبُوْنِ

الكَوْنُ بَعْدَكِ فَارِغٌ وَالقَلْبُ بَعْـ
ـدَكِ فَارِغٌ... صَارَ الفَرَاغُ خَدِيْنِي

مَنْ ذَا يُعَزِّيْنِي... وَرَوْضِي مُجْدِبٌ
مِنْ دَفْقِ إِحْسَاسٍ وَخَفْقِ لُحُوْنِ؟

أَوَّاهُ لَوْ تَدْرِيْنَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ
سُحُبُ الدُّمُوْعِ عَلَى بِسَاطِ جُفُوْنِي

هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ...؟ سَأَرْضَى بِالإِشَـ
ـارَةِ عَنْ شُرُوْحٍ جَمَّةٍ وَمُتُوْنِ

لا تَصْمُتِي أُمَّاهُ صَمْـتُكِ وَالسُّـ
ـؤَالُ يُمَزِّقَانِ القَلْبَ كَالسِّكِّيْنِ

أُمِّي فَدَيْتُكِ مَا لِمِثْلِي حِيْلَةٌ
الفَقْدُ زَلْزَلَنِي وَهَدَّ حُصُوْنِي

أَتُرَى أَعُوْدُ فَلا أَرَاكِ...؟ فَجِيْعَتِي
بَحْرٌ هَوَتْ أَمْوَاجُهُ بِسَفِيْنِي

البَيْتُ كُنْتُ أَظُنُّهُ حَجَراً... وَلـمَّـ
ـا غِبْتِ نَاحَ عَلَيْكِ كَالـمَحْزُوْنِ

وَسَرِيْرُكِ الـخَشَبِيُّ حِيْنَ تَرَكْتِهِ
أَنَّتْ مَفَاصِلُهُ أَحَرَّ أَنِيْنِ

وَهُنَاكَ تَذْرِفُ دَمْعَهَا سُجَّادَةٌ
تَهْفُو لِنُوْرِ هُدَىً وَبَرْدِ يَقِيْنِ

أَيُلامُ طِفْلٌ أَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى
حِضْنٍ أَرَقَّ مِنَ النَّسِيْمِ حَـنُوْنِ؟!

فِي خَاطِرِي أَطْيَافُ ذِكْرَى كُلَّمَا
لاحَتْ سَكَبْتُ الآهَ كَالـمَطْـعُوْنِ

وَالشَّوْقُ يَا أُمِّي مَرَاجِلُ تَغْتَلِي
بَيْنَ الضُّلُوْعِ... أَزِيْزُهَا يَكْوِيْنِي

أُمَّاهُ مُدِّي لِي يَداً إِنِّي لأَطْـ
ـمَعُ بِالقَلِيْلِ... وَدُوْنَهُ يَكْفِيْنِي

الـمَاءُ مِنْ حَوْلِي... وَلَكِنْ ظَامِئٌ
مَنْ لِي سِوَاكِ حَبِيْبَتِي يَرْوِيْنِي؟

وَأَمَامِيَ النُّوْرُ الـمُبِيْنُ... وَلا أَرَى
مَنْ كَانَ غَيْرُكِ نُوْرُهُ يَهْدِيْنِي؟

لَوْ عُـدْتِ... كُـنْتُ حَبَسْتُ كُلَّ لُحَيْظَةٍ
حَتَّى أُعَفِّرَ فِي رِضَاكِ جَبِيْنِي

يَا بَهْجَةَ الدُّنْيَا وَيَا عَبَقَ الـحَيَـ
ـاةِ وَيَا نَمِيْرَ العُمْرِ لِلمِسْكِيْنِ

غَنَّيْتُ أُغْنِيَةَ الوَدَاعِ وَلَمْ أَزَلْ
مِنْ هَوْلِ مَا لاقَيْتُ رَهْنَ ظُنُوْنِي

رُوْحِي وَرُوْحُكِ تَوْأَمَانِ وَإِنَّمَا
أَجْسَادُنَا طِيْنٌ هَفَا لِلطِّيْنِ

الـمَوْتُ لَمْ يُمْهِلْ فُؤَادِي... كَلَّ يَـ
ـوْمٍ رَاحِلٌ... أَيَعِيْشُ لِلتَّأْبِيْنِ؟!

فَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ أَتَتْكَ وَلَمْ تَكُنْ
إِلاَّ بِحَمْدِكَ عَذْبَةَ التَّلْحِيْنِ

وَاسْـكُبْ عَلَى قَـبْرِ الـحَبِيْـبَةِ صَيِّباً
كَمْ سَبَّحَـتْكَ الـحِيْنَ بَعْدَ الـحِيْنِ

أُمَّاهُ شِعْرِي لَمْ يُحِطْ بِمَشَاعِرِي
فَخُذِيْهِ رَغْمَ قُصُوْرِهِ... وَخُذِيْنِي

هُمْ كَفَّنُوْكِ وَشَيَّعُوْكِ... وَكُنْتُ قَبْـ
ـلَكِ دُوْنَ تَشْيِيْعٍ وَلا تَكْفِيْنِ

مرام 92 2014-02-27 07:03 AM

رد: ديوان الشاعر عيــــسى جرابــــــا
 
اليَتِيْمُ وَالعِيْد
شعر/ عيسى جرابا
23/11/1418هـ

أَتُرَى يُدْرِكُ الشَّقِيُّ الـمُعَنَّى
فِي خِضَمِّ الـحَيَاةِ مَا يَتَمَنَّى؟

هَكَذَا قَالَهَا وَرَاحَ يُدَارِي
دَمْعَةً أَفْلَتَتْ وَهَمًّا تَجَنَّى

رَوَّعَتْهُ الـخُطُوْبُ حِيْنَ تَوَالَتْ
لَمْ تَدَعْهُ بِعَيْشِهِ يَتَهَنَّى

وَمَضَى يَسْتَدِرُّ عَطْفَ زَمَانٍ
تَخِذَ العَيْثَ بِالـمَشَاعِرِ فَنَّا

سَارَ وَاللَّيْلُ جَاثِمٌ وَالـمَآسِي
تَصْطَفِي قَلْبَهُ مَلاذاً وِحِصْنَا

وَجْهُهُ شَاحِبٌ وَرِجْلاهُ تَاهَتْ
عَنْ خُطَاهَا وَالعَيْنُ تَطْفَحُ حُزْنَا

وَالوُجُوْدُ الكَئِيْبُ لا شَيْءَ كَلاَّ
يُفْرِحُ الصَّبَّ أَوْ يُسَلِّي الـمُعَنَّى

كُلَّمَا لاحَ فِي السَّمَاءِ وَمِيْضٌ
قَالَ يَارَبِّ... رَاجِياً مُطْمَئِنَّا

وَإِذَا الذِّكْرَيَاتُ لاحَ سَنَاهَا
مِنْ بَعِيْدٍ هَفَا إِلَيْهَا وَحَنَّا

سَارَ وَالفِكْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
فِي أُمُوْرِ الـحَيَاةِ كَيْفَ؟ وَأَنَّى؟

أَقْبَلَ العِيْدُ مَا رَأَى فِيْهِ إِلاَّ
مَأْتَماً أَحْزَنَ الفُؤَادَ وَأَضْنَى

وَرَأَى النَّاسَ ذَاكَ يَلْبَسُ ثَوْباً
فِي ابْتِهَاجٍ وَذَا يُوَقِّعُ لَحْنَا

رَوْضُهُمْ وَارِفُ الظِّلالِ فَمَاءٌ
وَزُهُوْرٌ وَبُلْبُلٌ يَتَغَنَّى

إِنَّهُ العِيْدُ قَدْ تَجَلَّى جَمَالاً
وَسُرُوْراً يَفِيْضُ حِسًّا وَمَعْنَى

وَهْوَ فِي صَمْتِهِ يَذُوْبُ وَيَرْجُو
آمِلاً نَيْلَ بَعْضِ مَا يَتَمَنَّى

لَفَّهُ حَالِكُ الظَّلامِ وَحِيْداً
فَبَكَى حَالَهُ وَنَاحَ وَأَنَّا

غَصَّ بِالـهَمِّ لا الدَّيَاجِي اسْتَفَاقَتْ
مِنْ كَرَاهَا وَلا الـحَبِيْبُ تَأَنَّى

بَثَّ شَكْوَاهُ لِلسَّمَاءِ بِفَيْضٍ
مِنْ دُمُوْعٍ وَأَعْيُنُ اللَّيْلِ وَسْنَى

بَاتَ يَرْنُو وَحَسْرَةٌ تَتَلَظَّى
بَيْنَ جَنْبَيْهِ وَالأَسَى يَتَجَنَّى

وَيُنَادِي أُمِّي أَبِي قَبِّلانِي
وَاحْضُنَانِي إِنِّي لأَشْتَاقُ حَضْنَا

أَيُّ عِيْدٍ وَأَنْتُمَا لَمْ تُنِيْرَا
لَيْلَ خَوْفِي فَيُصْبِحَ الـخَوْفُ أَمْنَا؟

أَيُّ عِيْدٍ وَالثَّوْبُ رَثٌّ وَرَوْضِي
مُجْدِبٌ وَالكَنَارُ فِيْهِ اسْتَكَنَّا؟

ذَاكَ عِيْدِي أَسَىً وَصَمْتاً وَغَيْرِي
عِيْدُهُ كَالرَّبِيْعِ أُنْسٌ وَمَغْنَى

كَيْفَ حَالُ اليَتِيْمِ يَا عِيْدُ؟ مَنْ ذَا
رَقَّ قَلْباً وَبَاتَ بِالـحَالِ يُعْنَى؟

مَنْ تُرَى يَمْسَحُ الدُّمُوْعَ وَيُحْيِي
قَلْبَ مُضْنَى؟ إِنَّ اليَتِيْمَ لَمُضْنَى

لَوْ مَنَحْنَاهُ بَعْضَ عَطْفٍ لأَمْسَى
عِنْدَهُ لِلحَيَاةِ أَجْمَلُ مَعْنَى

لَيْسَ فِي الكَوْنِ مَنْ يُعَوِّضُ عَمَّنْ
مَنَحَاهُ القَلْبَ الأَرَقَّ الأَحَنَّا

إِيْهِ يَا أَيُّهَا اليَتِيْمُ رُوَيْداً
لا تُقِمْ لِلبُكَاءِ وَاليَأْسِ وَزْنَا

وَاغْتَنِمْ فُرْصَةَ الـحَيَاةِ وَلَوْ طَا
لَ أَسَاهَا فَإِنَّهَا سَوْفَ تَفْنَى

وَالبَقَاءُ الأَكِيْدُ لله مَهْمَا
بَلَغَ الـمَرْءُ كُلَّ مَا يَتَمَنَّى

قَدْ عَرَفْنَا الـحَيَاةَ لُغْزاً عَجِيْباً
حَلُّهُ بَيْنَ أَنْ نَكُوْنَ وَكُنَّا



الساعة الآن 05:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Privacy Policy by kashkol