في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل السيدة المجاهدة " خنساء فلسطين " أم نضال فرحات ، هذه المرأة العظيمة التي أضحت مدرسة بأكملها بإيمانها، بتواضعها، بصبرها، وثباتها ورباطة جأشها .
صدر للكاتب و الصحفي الفلسطيني الأستاذ عادل ابو هاشم كتاب ( خنساء فلسطين .. ام نضال فرحات ) .
يقول الكاتب في مقدمة الكتاب : نقف اليوم بإجلال وإكبار.. وننحن أمام ظاهرة عظيمة.. نقف والكلمات تتلعثم في الأفواه عاجزة عن الكلام والوصف.. كنا نفتخر حين نقرأ قصص الأجداد عن بطولاتهم وتضحياتهم وكم يعتصرنا الألم ونشعر بالأسى عندما تبتعد المسافات بيننا وبين الأجداد في وقت يخيم فيه علينا الصمت والخنوع حيال ما يجري في فلسطين، فيمر شريط الذكريات في خيالنا يحمل بين طياته صورًا لخولة بنت الأزور والخنساء ونسيبة بنت كعب وأم سعد بن معاذ وغيرهم. أننا أمام ظاهرة جديدة في مسيرة الشعب الفلسطيني الجهادية الممتدة على مدار أكثر من مائة عام ، ظاهرة " خنساوات فلسطين " التي أرست قواعدها المجاهدة العظيمة الشهيدة مريم محمد فرحات " أم نضال فرحات" " النموذج الأبرز لجهاد الأم الفلسطينية المسلمة التي ما تركت التضحية لأن تكون خيالات وشعارات ، بل استطاعت أن تجعلها واقعاً يعيشه كل المراقبين لسيرة حياتها المجيدة .
هذه الأم الفلسطينية المجاهدة التي دفعت ولدها في ظلمات الليل لتجعل من جسده شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين ، وهي التي أوت في بيتها ذات مرة القائد المجاهد الشهيد عماد عقل ، والتي كانت تستشعر أمومتها لكل مجاهد فلم تؤثر الصمت ، وظهرت في شريط الفيديو وهي تودع ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود إليها .
هذه المرأة العظيمة مدرسة بأكملها بإيمانها، بتواضعها، بصبرها، وثباتها ورباطة جأشها.. إنها حجة على الأمة جميعها، وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعـًا. ظهرت في الشريط وهي تعلم أن هذا قد يعرضها للأذى، ولكن ظهورها أمر ضروري ليكشف عن حياة هذه الأمة وحيويتها، إن هذه الأمة التي أنجبت الخنساء قادرة على أن تنجب خنساوات كثيرات في كل عصر طالما أن المحرك هو نفسه الذي حرك الأوائل، ألا وهو الإيمان.
منقول