الزي القبائلي عنوان نجاح العرس..
اللباس القبائلي في المناسبات و الحفلات شهامة الأحرار
المرأة القبائلية يوم زفافها تهزم منافساتها على البساط الأحمر
يعد اللباس التقليدي القبائلي مصدر تألق المرأة والرجل وحتى الأولاد الصغار، في مختلف الحفلات والمناسبات القبائلية، إذ يتفنن الكل في اختيار ما يتناسب مع الحفلة المقامة، والتحضير لحفل الزواج على الطريقة القبائلية تميزه الملابس التي يلبسها كل من العريس والعروس، ففي المساء تقام الحفلة أين يـأتي أهل العريس إلى بيت العروس، حيث تكون هذه الأخيرة غاية في الجمال من خلال اللباس التقليدي الذي ترتديه يكون عادة "جبة واضية"، باعتبارها الأصلية وتشدها بحزام يدعى "أقوس نلفوضة"، لكن هذا لا يمنع من ارتداء تصاميم أخرى عصرية وذلك حسب رغبة العروس، كما تضع الفضة المناسبة كالخلخال، المقياس، العصابة والعقد، وتغطي وجهها بمنديل غالبا ما يكون من اللون الأحمر، وأحيانا يكون مطروزا بخيوط حريرية ملونة، هنا يتم وضع الحنة لها بحضور العديد من النسوة اللاتي قد يرتدين أزياء عصرية، وهنا يكن قد وقعن على هزيمتهن على البساط الأحمر، وأخريات من صف العروس فكلهن وصيفات لها وهكذا تتألق المرأة القبائلية في كل المناسبات لتهزم كل منافساتها، وتحتل الصدارة لا لشيء إلا لأنها حافظت على تقاليدها وعاداتها التي جعلت منها تحوز على إعجاب الناس، وبعد الانتهاء من وضع الحنة لها يرجع أهل العريس إلى بيوتهم.
الفارس القبائلي يفوز في معركة الأناقة
يرجع أهل العريس إلى بيت العروس في اليوم الموالي ولكن هذه المرة يأتي معهم العريس, من زيه يتوسم فيه سمات الفارس الشجاع الذي عقد العزم أن لا يهزم على بساط الأناقة في ليلة العمر, إذ يرتدي زيا تقليديا أمازيغيا يبهر كل من يراه,يتكون من سروال يدعى "سروال اللوبيا" أبيض يشد بحزام حريري بني يكون مطرزا بنفس الطرز الموجود على أطراف السروال و كذلك حول عنق القميص و أطرافه عادة ما يكون باللون البني ,أما البرنوس فقد يكون أبيضا أو بنيا يصنع من الصوف الطبيعي يحمل توقيعا أمازيغيا عند العنق كأنه وسام الشرف الذي لا يجب أن يضيعه .
و الشيء المثير في العرس أنه للحصان نصيب وافر من الزي التقليدي الأمازيغي, إذ يزين بالمناديل الملونة , وهناك من يضع فوق رأسه البروش ليكون مركبة للعروس بعد خروجها من بيت أهلها مغطاة بستار يختلف لونه حسب ذوق كل عروس حيث تحاط بالرجال من كل جانب , و خلفها حشد من أهلها و أهل زوجها وكأنها الكاهنة في ليلة زفافها هنا تعنون زواجها بالنجاح .
ولي العهد القبائلي يتحضر لتولي العرش
حفل الختان لا يقل أهمية عن سابقه حيث يلبس الطفل الثوب المطرز بالرموز الأمازيغية الأصيلة ويضع البرنوس , أما الحذاء فهو عبارة عن البابوش , بينما القبعة فهي تاج يوضع على رأس الطفل , كل هذه القطع تكون من نفس اللون و هو الأبيض و القماش و هو الستان والتطريز الذي يكون بالخيوط الذهبية أو الفضية, كما قد تكون بالطلاء الخاص بتلوين هذا النوع من القماش حيث الألوان هنا تكون مناسبة للرموز الأمازيغية .وقد يعوض هذا اللباس بلباس العريس المذكور سابقا.
كما ترتدي أم الطفل أجمل ما تملك من الألبسة لكن هذه المرة تضع البروش وهو حلية من الفضة يحمل ألوانا جذابة عادة ما تكون من اللون الأحمر, الأزرق ,الأخضر وكذا الأصفر, ترتديه الأم لاعتقاد قديم سائد لدى الأمازيغ أنه سيبعد العين و الحسد عن العائلة . لكن هذا لا يعني أنها لا تضع باقي الحلي.
اللباس التقليدي الأمازيغي في منطقة الهضاب
اللباس الأمازيغي لا يقل شعبية خارج ولايته الأصلية, فهذه المرة خرجنا من ولاية تيزي وزو قاصدين ولاية سطيف. و في زيارة استطلاعية لأحد محلات الخياطة صادفنا السيد بورابة عبد الناصر صاحب مؤسسة تضم خدمات في الخياطة و الحلاقة و الطبخ, و ما أثار انتباهنا في هذا المكان هي التصاميم الرائعة في مختلف الأزياء التقليدية بصفة عامة و الزي التقليدي القبائلي بصفة خاصة و ذلك في صورة إبداعية لا شك أنها تبهر كل من شاهدها و تثير الرغبة في كل من وقعت عينيه عليها في امتلاكها.
و عرفنا بالآنسة دنيا مصممة أزياء و مسيرة هذه الورشة و سألناها عن الشيء الذي زرع فيها الحماس و الرغبة في الإبداع فيه فأجابت"أنا أحب أن أبدع في مختلف الأزياء التقليدية الوطنية و أمزج بعضها البعض مثلا القبائلي بالشاوي و أحيانا أقوم و تعديلها و أضيف عليها لمسة فنية سواء غربية أو شرقية .
وكما سألناها أيضا عن ما هي التعديلات التي قمت بها في تصميمك للزي التقليدي الأمازيغي .
قالت"أصل الذي صممته يبقى أما زيغي و ذلك في نوعية القماش فاستخدمت {دلاموني}
فيه رموز أمازيغية قمنا بشرائه من البويرة و كذا فيما يخص الألوان المختلفة والناصعة أما فيما يخص
التجديد الذي قمنا به هو أن الفستان التقليدي القبائلي يتم خياطته بخيط الحنة و تكون معه الفوطة و أحيانا
يرافقهما البرنوس, أما في هذا الزي الذي قمت بخياطته فقد صممته بطريقة عصرية إذ قمت بتعويض خيط الحنة بالقالون وهي نوع من الخيوط المستوردة من دبي, والتي رأيت أنها تحمل نفس الألوان الموجودة على الجبة القبائلية , كما أضفنا له الكابيش بدل البرنوس و الفوطة من نفس لون القماش و مباشرة على الفستان مما يسمح في لبس ثلاثة أشياء في زي واحد,مما يساعد الفتيات على العمل به أثناء الحفلة دون حرج, كما أنه أكثر عصرية خصوصا مع دخولنا في العولمة و كذا مع الجيل الحالي الذي يفضل كل ما هو جديد.
و عن الرأي الشخصي للسيد بورابة عبد الناصر عن الفستان القبائلي يقول "اللباس التقليدي القبائلي
هو لباس جزائري أصلي, و كفنان أراه لباسا فنيا و هو الأقرب إلي من حيث المكان ,إذ في معارضي دائما أعطي الأصل في هذا الزي وأشرح التعديلات التي أضفناها عليه ولكن لا يمكن أن أعدل في كل شيء . كما أني أفتخر بهذا التراث الفني الذي تزخر به الجزائر, وأتمنى أن يعي شباب اليوم قيمته ويحتفظوا به في قلوبهم وعقولهم قبل خزائنهم.
ها هي قادمة بفستان قبائلي حازمة إياه بالفوطة على رأسها ثعصبث وفي عنقها ثزبا
وعلى يدها دحوح وفي رجلها خلخال هي عروس القبائل الكبرى
ها هو قادم واضع على كتفه برنوس شهم كالأسد في وجهه صفات تدل على رجولته
إنه رجل جرجرة
منقول بتصرف