تعتبر الدولة العثمانية واحدةً من أشهر الدول عبر التاريخ الإنساني بشكل عام، والتاريخ الإسلامي بشكل خاص، فقد حكمت مدة طويلة من الزمن، تعاقب خلالها العديد من السلاطين العثمانيين على حكم رقعة واسعة من الأرض، إلى أن انهارت هذه الدولة في الربع الأول من القرن المنصرم، حيث لعبت عوامل عدة دوراً كبيراً في حدوث هذا الانهيار المدوي.
قامت الدولة العثمانية على يد مؤسسها الأول المدعو عثمان الأول بن أرطغل، حيث كان ذلك في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، وقد أظهر هذا القائد عبقريّةً كبيرةً على مختلف الأصعدة خلال فترة التأسيس، وبعد وفاته استلم العديد من السلاطين حكم الدولة، حيث برزت بعض الأسماء التي استطاعت أن تخلّد اسمها على صفحات التاريخ نظراً لإنجازاتهم، أو للأحداث الجسيمة التي مرت في عهدهم، وفيما يلي بعض أبرز سلاطين الدولة العثمانية.
أبرز السلاطين العثمانيين
محمد الفاتح: يعتبر هذا السلطان سابع السلاطين الذين تعاقبوا على حكم الدولة العثمانية، وهو واحد من أشهر سلاطين بني عثمان كونه استطاع دخول القسطنطينية وفتحها، وتحقيق ما لم يستطع أسلافه تحقيقه. وقد استمر حكم هذا السلطان لمدة تقارب ثلاثين عاماً تقريباً.
سليم الأول: يلقب هذا السلطان بالشجاع، أو القاطع، ولم تزد فترة حكمه عن ثمانية أعوام، ترك خلالها إرثاً تاريخياً كبيراً خاصة في ميادين القتال الحربية وهو ما دفع بالأتراك إلى أن يطلقوا عليه هذه الألقاب. يعتبر هذا السلطان أول سلطان عثماني يلقب بأمير المؤمنين. امتازت فترة حكمه باتساع الفتوحات في مناطق الشرق العربي، حيث ضمت الدولة العثمانية في تلك الفترة كلاً من مصر، وتهامة، والحجاز، وبلاد الشام، والعراق. ولعلَّ أشهر النزاعات التي خاضها نزاعه مع الدولة الصفوية في إيران.
سليمان القانوني: هو ابن السلطان سليم الأول، وهو من بلغت في عهده الدولة العثمانية أقصى اتساع لها، كما امتازت فترة حكمه بطولها، والتي ناهزت ستةً وأربعين عاماً تقريباً. اشتهر السلطان سليم القانوني بالإصلاحات العظيمة التي أحدثها في الدولة، حتى استمر قانونه لفترة طويلة بعد وفاته. إلى جانب ذلك فقد اهتمّ السلطان سليمان بالأمور والنواحي الثقافية والفنية في البلاد، ممّا أدى إلى تطور الآداب، والفنون، وفنون العمارة في عهده، وقد كان متقناً -رحمه الله- للغات عديدة غير لغته الأم، وقد بلغت شهرة السلطان سليم الآفاق ولا يزال واحداً من أعظم السلاطين والملوك حتى يومنا هذا.
السلطان عبد الحميد الثاني: هو آخر السلاطين العثمانيين ممن امتلك سلطة حقيقية فعلية إلى أن تم خلعه بفعل انقلاب عليه. اشتهر هذا السلطان بعقله الراجح، ودهائه الكبير، وقد حدثت في وقته عدّة إنجازات منها مد سكة الحجاز، وسكة بغداد، وسكة الروملي. إلى جانب ذلك، فقد بدأ حجم السلطنة يتضاءل شيئاً فشيئاً حيث انفصلت عدة دول عن جسد الدولة الكبير.
منقول