تتواصل المشادات الكلامية وتبادل التهم بين الرياض وطهران، وأحدثها تصريح مفتي السعودية الذي كفر فيه الإيرانيين وتنديد وزير الخارجية الإيراني واتهامه للمفتي بالتطرف.
واعتبر المفتي العام للسعودية عبد العزيز آل الشيخ الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول أن الإيرانيين "ليسوا مسلمين"، ردا على انتقاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي المملكة على خلفية إدارة مناسك الحج.
واعتبر آل الشيخ أن تصريحات خامنئي "أمر غير مستغرب"، مضيفا "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة"، وذلك وفق ما نقلت عنه صحيفة "مكة" السعودية.
في المقابل، ندد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتصريح مفتي السعودية، منوها بأن عقائد معظم المسلمين "لا تتفق مع عقيدة هذا المفتي وأمثاله".
وكتب ظريف في تغريدة على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء الثلاثاء "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي".
وكان خامنئي قال في بيان الاثنين إن "على العالم الإسلامي سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة أن يعرف حكام السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية"، داعيا المسلمين إلى أن "يفكروا تفكيرا جادا بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن".
وأتت تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في سياق انتقادات إيرانية متواصلة للسعودية منذ حادث التدافع في مشعر منى العام الماضي، ولن يشارك الحجاج الإيرانيون في مناسك الحج هذه السنة التي تنطلق السبت.
وأدى حادث التدافع الأسوأ في تاريخ الحج في سبتمبر الماضي، إلى مقتل 2297 شخصا، بحسب احصاءات الدول التي فقدت رعاياها. ومن بين هؤلاء، 464 إيرانيا.
وقال خامنئي في بيانه "لا يزال الشعب حزينا غاضبا. وبدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائيا، تملصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصي حقائق دولية إسلامية".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، اعتبر الاثنين أن إيران تسعى "لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه".
وفشلت طهران والرياض خلال الأشهر الماضية، في التوصل إلى تفاهمات حول مشاركة الحجاج الإيرانيين. ورأت السعودية أن شروط إيران "تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بمن فيهم الحجاج الإيرانيون للخطر".
وأكدت الرياض إمكانية مشاركة الإيرانيين إذا ما قدموا من دول أخرى.
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع السنة الجارية، إثر مهاجمة محتجين مقار دبلوماسية تابعة لها في إيران، احتجاجا على إعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. كما يقف الخصمان الإقليميان على طرفي نقيض من نزاعات المنطقة