زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، أبو الأعور القرشي العدوي.
نبذ عبادة الأصنام في الجاهلية، ووحد الله باحثاً عن دين إبراهيم الحنيف. ارتحل في الجزيرة العربية والشام والعراق باحثا عن الإسلام، وهناك قابل أحبار اليهود والنصارى، وعلم أن نبيا سيبعث، ولم يقتنع باليهودية ولا النصرانية فظل على حنيفيته، إلا أن أحد الأحبار قال له: "إرجع فإن النبي الذي تنتظره يظهر في أرضك" فرجع زيد إلى مكة، وقد لقي محمدا -صلى الله عليه وسلم- غير ما مرة، غير أنه لم يدرك البعثة، وذكر عنه النبي أنه كان يأبى أكل ما ذبح للأصنام. قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيدا بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: "يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري"، ثم يقول: "اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم"، ثم يسجد على راحلته"
في إحدى رحلاته هجم عليه قوم من لخم فقتلوه، فقال وهو ينازع: ((اللهم إن كنت حرمتني صحبة نبيك فلا تحرم منها إبني سعيداً)) وقد أدرك ابنه سعيد بن زيد الإسلام وأسلم مبكراً فهو من السابقين الأولين، وكان مقرباً منالنبي وذكره ضمن العشرة المبشرين بالجنة.
يُروى أن سعيد بن زيد وعمر بن الخطاب سألا النبي صلى الله عليه و سلم عن زيد: إنك قد علمت من أمر زيد بن عمرو ما علمت، أفلا نستغفر له؟ فقال : «استغفرا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده»
هذه القصيدة قالها عن فراقه لدين أهله
أربــا واحــدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا عزى أدين ولا ابنتيها
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا غنما أدين وكان ربا
لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت في الليالي معجبا
توفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا
كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قوم
فيربل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يعثر ثاب يوما
كما تروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها
متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان
وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة وأن يموتوا
يلاقوا ما تضيق به الصدور