انطلقت اليوم في هامبورغ الألمانية قمة مجموعة العشرين التي تزداد أهميتها بلقاءات مهمة بين قادة الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، وذلك على وقع احتجاجات شعبية ضد العولمة.
وتستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال القمة عددا من قادة العالم لبحث عدة قضايا تتضمن التجارة والاقتصاد والمناخ.
وتسببت هذه الموضوعات في حدوث انقسام في صفوف قادة الاقتصادات الكبرى في العالم، كما وضعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل خاص على الجانب المعاكس لها.
لقاء ترمب وبوتين
وسيلتقي ترمب بوتين للمرة الأولى بعد ظهر اليوم، وتتجه الأنظار إلى هذا الاجتماع بعدما ذكرت وكالات مخابرات أميركية أن موسكو تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح ترمب.
وقال ترمب في تغريدة على تويتر إنه يتطلع لأول لقاء له اليوم مع الرئيس الروسي، مشيرا إلى أن هناك كثيراً من القضايا التي سيتم بحثها معه.
وأوضح مراسل الجزيرة زاور شوج في هامبورغ أن اللقاء ربما يكون قصيرا رغم أن الملفات الخلافية كثيرة، مشيرا إلى أن الروس يأملون أن يسهم هذا اللقاء في تخفيف حدة الخلاف في العلاقات بين البلدين.
ويعقد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون لقاء يستبق القمة الروسية الأميركية.
وعلم مراسل الجزيرة أن الاجتماع يأتي لاستكمال جدول الأعمال وتحديد الملفات الرئيسية التي سيبحثها بوتين وترمب في لقائهما المرتقب على هامش القمة.
وتجمع القمة أيضا بين ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت تزيد فيه واشنطن من الضغوط على بكين لكبح جماح كوريا الشمالية، بعدما اختبرت بيونغ يانغ صاروخا بالستيا عابرا للقارات، وتهدد فيه الصينيين بإجراءات تجارية عقابية.
مظاهرات
وعلى وقع كل ذلك، يتظاهر في مدينة هامبورغ منذ أيام آلاف من المناهضين لقمة مجموعة العشرين.
ونشبت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أدت إلى إصابة أكثر من سبعين شرطيا، وإحراق سيارات للشرطة الألمانية.
وقالت السلطات إنه يتوقع تظاهر نحو مئة ألف شخص خلال أيام على هامش قمة مجموعة العشرين. وتحسبا لذلك، وضعت السلطات الألمانية عشرين ألف شرطي في حالة استنفار، مجهزين بالآليات المدرعة والطائرات المروحية.
وعبر المحتجون عن رفضهم سياسات العولمة ومقررات القمة، ونددوا بالسياسات الرأسمالية، ودعوا إلى حماية البيئة من التغير المناخي.
ودعا ناشطون مناهضون للعولمة ومجموعات مدافعة عن البيئة ونقابات وطلاب ومجموعات كنسية إلى ثلاثين مظاهرة قبل وخلال القمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المنظمين قوله إن شعار المظاهرات "أهلا بكم في الجحيم". في إشارة إلى أن سياسات مجموعة العشرين في أنحاء العالم مسؤولة عن الظروف المشابهة للجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية.