ترتكب الدراما جريمة بحق الحقيقة عندما تصور فترة الخطوبة على نحو رومانسي سعيد (ويا دبلة
الخطوبة عقبالنا كلنا ، ونبني طوبة طوبة في عش حبنا)..
الخطوبة ، ومعها أول سنة زواج ، هي أصعب مراحل الحياة المشتركة وأكثرها تعقيدا ونزاعا
ومشاكل...بعدها تبدأ الأمور بالتحسن بوضوح ، ومن ثم تصبح كل سنة أحسن من التي سبقتها...
المشكلة أن الأغلبية ذكورا وإناثا يدخلون هذه المرحلة وهم يعتقدون أنها ستكون أجمل أيام
حياتهم..بسبب الصورة السينمائية التي تروج لهذا ، وبسبب أن الكثير من أصحاب التجارب يحرصون
على الظهور بمظهر السعادة البالغة تماشيا مع السائد ، رغم أنهم يعيشون حرفيا أياما شديدة
الصعوبة وربما التعاسة..
يحدث هذا حتى مع من كان بينهما سابق علاقة ، فالشكل الاجتماعي والضغوط المرافقة له تضعهما
في أوضاع شديدة التوتر لم تكن موجودة في الصيغة السابقة للعلاقة..
كل ما أملك أن اقوله للمخطوبين ممن لا يصدقون أن هذه هي الخطوبة التي يفترض أن تكون (أجمل
أيام العمر) : كل من تعرفون سبق ومر بهذا غالبا ، أجمل أيام العمر ستأتي لاحقا ، فلا داعي للعجلة..
أنتم الآن في مرحلة التوتر والقلق والأرق والإحباط والمعارك عبر الوتس حتى الفجر ...
الأمر عادي جدا...
في عيد زواجكما العاشر ستذكرون ما اقول لكما..
حظا طيبا
د.احمد خيري العمري / الفايسبوك