السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا زلنا نتحدث في سيرة سيدة نساء العالمين
......(خديجة بنت جويلد رضى الله عنها).......
******* وقفة مع النفس********
هاهى خديجة رضى الله عنها صاحبة القلب الطاهر والنفس الراضية تقف فى لحظة مع نفسها
تستعرض شريط الذكريات ..... فهى على الرغم من النجاح الباهر الذى حققته -بفضل الله- في
عالم التجارة حتى باتت قافلتها الى الشام تعدل قوافل قريش ألا انها كانت لا تشعر بالسعادة لأن
قلبها كان يحتاج الى الزاد الذى لايستطيع قلب ان يحيا بدونه - أنه زاد الايمان الذى جاء به الحبيب
(صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك ..... وكذلك فهي التى تعثرت حياتها الزوجية اكتر من مرة في الوقت
الذى كان قلبها يتطلع الى حياة زوجية ساميه كلها تضحية وبذل وعطاء ومحبة .......... لقد تزوجت
أبا هالة بن زرارة التميمى وكانت تسعى بكل ماتملك ليكون زوجها سيدا فى قومه ولكن الموت قطع
عليها تلك الامنية فمات زوجها ورحل عن دنيا الناس -بعد أن أنجبت منه هندا- . ثم تقدم لها بعد فترة
رجل من أشراف قريش وهو عتيق بن عابد بن عبد الله المخزومى فتزوجها ولكن هذا الزواج لم يدم
طويلا . فعاشت خديجة سيدة نساء قريش بلا زوج وهى التى يتمناها أشراف قريش........ لكنها كانت
تشعر في قرارة نفسها أن الاقدار تخبئ لها شيئا عظيما يجعلها تنسي هموم الماضى ويدخل البهجة
والسعادة على قلبها
*******(رؤيا تعانق كواكب الجوزاء)******
كانت خديجة امراة عالية الهمة جياشة العواطف واسعة الافق مفطورة على التدين والنقاء والطهر
حتى لقد عرفت بين أترابها ونساء قريش (بالطاهرة) وناهيك بهذه الصفة التى حلقت بها فجعلتها في
في سماء السُبق الى ساحة المعالى
كانت خديجة تصغى كثيرا الى احاديث ابن عمها ورقة ابن نوفل عن الانبياء وعن الدين وكثيرا ماكانت
أحلامها المجنحة ترفرف في سموات عالية من الفضل والفضيلة لم تكن لتصل اليها اماني اهل
عصرها من الرجال والنساء
في ليلة غارت نجومها واحلولك ظلامها جلست خديجة في بيتها بعد ان طافت مرارا بالكعبة
عندئذ ذهبت الى فراشها وقد ارتسمت علي شفتبها علائم الرضا والابتسام ولم يدر في ذهنها
اى خاطر في ذلك الوقت وما اسلمت جنبها للرقاد حتى استسلمت للنوم وراحت فى سبات
ورات فيما يري النائم شمسا عظيمة تهبط من سماء مكة لتستقر في دارها وتملا جوانب
الدار نورا وبهاء ويقيض ذلك النور من دارها ليغمر كل ماحولها بضياء يبهر النفوس
قبل ان يبهر الابصار بشدة ضيائه