شعر من أيام الحروب الصليبية:جلل أصابك والخطوب جسام شعر أيام الحروب الصليبية
قال المصنف – رحمه الله - : ( ومن نظم شيخ أبي اليمن مما قاله عند موافاته المنصورة ، تحريضا للمجاهدين ، وتحضيضا للمتثاقلين إلى الأرض ، أن ينفروا في سبيل الله ، والقاعدين ، من قصيد في قضية دمياط عام 647 ، أفادها الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم عنه : جلل أصابك والخطوب جسام ** فالقلب دام والدموع سجام ومصيبة عظمت وخطب فادح ** ذهلت له الألباب والأفهام أضحى به الإسلام منفصم العرى** يجنى عليه برغمها ويضام وشكت شريعة أحمد لمديلها ** جور الألى إذلالها قد ساموا كسفت له الشمس المنيرة واغتدى** وجه الصباح وقد علاه ظلام لبست له الأيام ثوب كآبة** فلحزنها حتى الممات دوام ذهبت بشاشة كل عيش ناضر** فعلى التهاني والسرور سل فالروض لا نضر ولا خضل الربى ** ما ماس فيه للغصون قوام لم يسر فيه لنا النسيم معطرا** والدوح ما غنى عليه حمام وتعطلت سبل اللسان فلا هوى** مستعذب فيه جوى وغرام هجر الحبيب فلا وصال يرتجى ** منه ونقض وداده إبرام وتقطعت ذمم المودة وانقضى** زمن السرور كأنه أحلام وغدا الزمان كما تراه وثغره** لا ضاحك فرحا ولا بسام يا ناصري الدين الحنيف أهكذا ** عنكم يجازى ديننا الإسلام أسلمتموه إلى الصغار وأبتم ** والعار مقترن بكم والذام خارت عزائمكم وشتت جمعكم** وتقطعت ما بينكم أرحام أين الحروب المتقى سطواتها ** منكم ؟ وأين الكر والإقدام ؟ أين الصواهل ضمرا ؟ أين البو ** اسل زؤرا والفارس المقدام ؟ أين الصوارم شرعا ؟ أين الذوا ** بل رعفا ؟ أين الفتى الهمام ؟ أين الذي قد باع مهجة نفسه ** لله ؟ فهو على الردى حوام ؟ أين الكريم الخيم؟أين أخو الوغى ** أين الذين عن العدى ما حاموا ؟ لا تضعفوا جبنا ولا تتهيبوا ** من شأنه الإذلال والإرغام لكم الكرامة والمهابة والحجا ** والأيد والآراء والأحلام لكم المثوبة والجزاء المرتضى** وعليهم الآصار والآثام أنتم برضوان الإله وقربه ** منهم أحق وفيكم الأعلام كم فيكم من باسل فتكاته ** يحنو لديها الصارم الضمضام ومدجج يوم الكريهه ما اجتلى** إلا وقد نثرت عليه الهام خواض غمرة كل موت كافل** دين الإله بنصره قوام يردي الفوارس معلما لا ناكصا** يوم الهياج إذا الحروب تقام ويشن في الأعداء غارة بأسه** فلنار عزمته يشب ضرام ومدرعين إذا الردى يوم الوغى** شيمت بوارقه وحم حمام لبسوا القلوب على الدروع وجردوا ** العزمات فهي لهم لعمرك لام بذلوا نفوسهم لنصرة دينهم ** فلهم عليه حرمة وذمام راموا النعيم السرمدي فأبعدوا** في نيله مرمى وعز مرام جنحوا إلى العلياء فاهتجروا المنى فعلى جفونهم المنام حرام قد أعربوا لغة الردى في لحنهم فلهم بألسنة الرماح كلام أفعالهم تبنى على حركاتها ** كسر العدى والحذف والإدغام إخوان صدق منهم من قد قضى ** نحبا ومنهم من له يستام باعوا النفوس فحبذا من مشتر** رب لديه البر والإنعام فعلى نفوسهم الزكية رحمة ** من ربهم وتحية وسلام وعلى وجوههم البهية نضرة ال** إجلال موصول بها الإكرام جنات عدن فتحت أبوابها ** لهم ومثوى حظوة ومقام أرواحهم تحيا وتحبر بالمنى** وكأنما لم تألم الأجسام وسقوا شرابا من رحيق سلسل ** عذب له المسك السحيق ختام يستبشرون بنعمة وكرامة ** من ربهم هذا النعيم التام حضروا حظيرة قدسه** فتنعموا بجواره فهم لديه كرام هذي المعالي هل لها من طالب ؟** ها أنتم عنها الغداة نيام هذي السعادة قد أضل سحابها ** بدت الطلول ولاحت الأعلام هذي جنان الخلد تحت سيوفكم ** وبها إليكم لوعة وهيام تجلى عليكم حورها وقصورها ** ويشوقها شعث بكم وكلام وتنفست أنفاسها مسكية الن** فحات لا ضال الحمى وخزام ربحت تجارتكم ألا فاستبشروا** هاتيك سوق المكرمات تقام يا أخوة الإسلام كيف قعدتم ** عن نصرة وأرى العدى قد قاموا ورقدتم عنه ، وعين عدوه ** بالبغي والظفران ليس تنام عدمت نفوسكم الأبية نخوة ال** إيمان فهي لذاك ليس تلام أم هل ترى رضيت بذلة دينها ** فلها المذلة منه والإجرام أمست مساجدكم كنائس لا يرى** فيها لكم عند الصلاة زحام لا يسمع التأذين في عرصاتها ** خوف العداة ، ولا الصلاة تقام رفع الصليب على المنابر وانبر ال ** ناقوس فيه بشركهم إعلام وغدا منار الحق منهدم البنا** فالحرم حل والحلال حرام درست رسوم العلم فهي محيلة ** وتبدلت من بعده الأحكام وتحكمت فرق الضلالة في الهدى ** فتصيدت آساده الآرام فالبيت والأركان يندب ركنه ال ** واهي القوى والحج والإحرام والحجر والمسعى ومروة والصفا** والأبطحان وزمزم ومقام ما طل نعمان الأراك ولا سقى** من بعده وادي العقيق غمام وتغيرت صفة الزمان لأجله** وتنكرت من بعده الأيام فالشمس تبدو اليوم غير منيرة ** ح*** ، وما زان الهلال تمام ونبيها الهادي بطيبة قد شكا ** بث الجوى ، فجواه ليس يرام نسخت شرائعه ، وبدل دينه** وانحل من سلك الزمان نظام يا عصبة التوحيد كيف تحكم الثا ** لوث فيكم والعلى أقسام وعلا على الحق اليقين لديننا ** من دينه البهتان والإيهام ميلوا عليه واستعينوا واصبروا** لا تدبروا ولتثبت الأقدام وترقبوا النصر العزيز وأوبة ال** فرج القريب فربنا علام لابد من يوم يشيب لهوله ** فود الوليد ويفشل الضرغام لا تمتروا في هلك قوم كذبوا** فلسوف يا قومي يكون لزام يا مدعي دين المسيح وإنه ** ليطول منه لما ادعوه خصام غيرتم دين المسيح وما انتحى ** موسى وما قد سن أبراهام وحسدتم خير البرية أحمدا ** فلنعته في كتبكم إبهام هيهات نور الشمس ليس بمختف** والمسك كيف كتمته نمام منا عليه صلاة صادٍ صادق ** ولنا به برق السعود يشام يا باعث المختار من خير الورى** فهو الذي للمتقين إمام يا خير مسئول وأكرم منعم ** ومريد ما تجرى به الأقلام يا كاشف الغماء يظلم خطبها** فلها على سعة الفضاء ركام انصر شريعتنا ، وسدد أمرنا ** فلنا الحراسة منك والإعظام عجل دمار الكافرين وأردهم ** حتى يكون لهم بنا استعصام وأتح لهم محنا تأجج نارها ** يبدو عليها زفرة وقتام واحلل عزائمهم ، وشتت جمعهم** حتى يرى لوجودهم إعدام وأذل عزتهم ، وخيب سعيهم ** ليكون منهم للردى استسلام وارأب ثأى الإسلام واجبر كسره ** حتى يعود وشمله ملتام |
الساعة الآن 08:28 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Privacy
Policy by kashkol