منتديات بيت العرب الجزائري

وعليكم السلام ورحمة الله وبكاته

تحية طيبة وبعد ..

فهل الحب قائم على الصداقة ؟ أم أنّ الصداقة قائمة على الحب؟

من وجهة نظري لا ارى لا هذا ولا ذاك، الحب قائم على الزواج، اما غير ذلك فهو مجرد متعة لحظية
فقط لا يستوفي فيه كل شروط الحب، قليلا ما نجد قصة الحب تُختم بالزواج، وقليلا ايضا من نجده ينجح
في زواجه بعد قصة الحب.

الاستاذة ليلى العنزي وهي معروفة باسم ليلى كايزن مختصة بالعلوم الانسانية كما تقول، وتقصد بها
تطوير الذات، تقيم دوارات تدريبية ولها الكثير من الحلقات والمواضيع منشورة عن النت، من بين
الدورات التي تشرف عليها دورة "شريك الحياة"، قالت في احد المرات لا يوجد هناك حب قبل
الزواج لانه حب غير حقيقي وهو عبارة عن وهم وسراب يُخدع به الكثير من الشباب والشابات.

دكتور احمد عمارة مختص أيضا بالامور المتعلقة بتطوير الذات، له الكثير من الحلقات التي تتحدث
عن شريك الحياة، في احد الحلقات التي اذيعت على قناة تلفزيونية، قال بانه لا يوجد هناك شيء
اسمه الحب قبل الزواج، اتصلت به احدى السيدات وقالت له بانها تزوجت عن طريق قصة الحب قبل
الزواج ودامت 3 سنوات، ولكن بعد الزواج دامت العلاقة بين الزوجين سنتين فقط !! الا انه هناك
سيدة اخرى تزوجت عن طريق قصة الحب ودام الزواج 12 سنة على ما اذكر وهي سعيدة في حياتها
الزوجية، وقالت انها ستنصح اولادها بان يتزوجوا عن طريق الحب !! ودكتور احمد عمارة ارجع
اسباب المشاكل الى كون المراة تتخلى عن انوثتها والرجل يتخلى عن رجولته، ولم اكمل باقي الحلقة
للتوضيح اكثر حول هذه النقطة.

هذا عربيا بعيد عن الحجج الدينية، ولكن ماذا عن الغرب ؟!! ابشتاين بروفيسور في علم النفس
مختص في سايكولوجية الحب، وله مادة يدرسها في الجامعة اسمها "الحب"، في احد المحاضرات
تحدث عن الحب من الناحية العلمية، حيث انه قسمه الى نوعين: النوع الاول يتمثل في الزواج المرتب
والذي نسميه عندنا بالزواج التقليدي غير قائم على الارتباط والتعارف وغير ذلك، والنوع الثاني
الزواج عن طريق الحب، هذان النوعان موجودان في المجتمعات الغربية، النوع الأول لم أكن أتصور
انه موجود عندهم، اي الزواج التقليدي، وخاصة في المجتمعات الاكثر تقدما منا !!

قام ابشتاين وغيره من الباحثين معه في هذا المجال باجراء قياسات سايكولوجية عن الازواج الذين
تزوجوا عن طريق الحب، والازواج الذين تزوجوا عن طريق الزواج التقليدي، وجد أن النوع الأول اي
عن طريق الحب يبدأ الحب بينهما بمعدل مرتفع للغاية، الا ان هذا المعدل لما يكون في درجة 80/100
مثلا يبدأ في الانخفاض، بينما الزواج التقليدي يبدأ من درجة منخفضة ونعطيها 10/100 ليبدأ في
الارتفاع التدريجي !!، مع مرور 10 سنوات من كلا النوعين نجد أن الزواج التقليدي وصل لدرجة
ضعف الزواج عن طريق الحب، لنعطي الأول "التقليدي": 80/100 ولنعطي الثاني "عن طريق الحب":
40/100.

من خلال الابحاث التي قام بها ابشتاين في الجامعة الامريكية وصل الى نتيجة مفادها ان الحب قبل
الزواج هو عبارة عن الحب الهوليودي !! وهو مجرد خزعبالات، والذي يقع فيها سيتخبط في مشاكلها
وسيدفع ثمنا غاليا.

هذه الدراسة اتت من المجتمع الامريكي، الذي من المفترض ان نجد مثلا طوم الذي يواعد كرستينا
مثلا يفعلا امورا ما لا يستطيع الشاب العربي والشابة العربية ان يفعلانها، كان يتسكعا معا بالقرب
من منزلهما، وان تقول كرستينا لامها انا ذاهبة عند طوم لانام عنده،.. مع العلم انهما غير متزوجان
بالرغم من المحرمات التي يفعلونها في مجتمعهم الا ان الزواج عندهم يعاني من المشاكل، فنسبة الطلاق
عندهم مرتفعة للغاية ويقال بانها وصلت لدرجة 50/100 الا انني اتوقع اكثر من ذلك بكثير.

ولكن الشاب والشابة الجزائرية يكتفيان بالالتقاء فقط، سواء في الجامعة او بعيدا عن بيتهما
ويتواصلان عبر الهاتف بصوت تكاد الحشرة تسمعه وخاصة ان كان احدهم في البيت، والتواصل
عبر النت،.. وهذا كله بعيدا عن الاهل والاقارب ولا احد يعلم بذلك، فهل سنقول هنا الزواج سينجح ؟!!
نادرا جدا، لانه يمكن للشاب ان ينسحب بصمت ولا احد يعلم بامره ربما باستثناء اصدقائه ونفس اللامر
بالنسبة للشابة، وان كُشف امرها ستعذب تعذيبا شديدا !! وستلحق بها اللعنة "كانت تمشي مع فلان".

هل الهروب من الحب حل .. أم مشكلة في حدّ ذاتها ؟

الهروب منه يمكننا ان نعتبره حل ولكنه مرهون بالزمن، ولا اعتبره مشكلة وان كان كذلك فهو اهون
من البقاء في علاقة مع شاب او شابة، كل ما يقال لكل واحد منهما سراب واوهام وعالم من الخيال
وقائم على افتراضات واحتمالات، الشاب يقول يمكنها ان تخونني وان تتخلى عني، ونفس الشيء
بالنسبة للفتاة، ولا استبعد قيام حروب اهليه وعالمية فيما بينهما ان صح التعبير، مرة كل اسبوع او
يوميا، ونشهد فترات السلم والجنوح له ربما مرة في اسبوعين او مرة في اسبوع مع كلام معسول
لتهدئة الاوضاع.

إن كنت تحب .. فما سبب حبك ؟

انا لا احب ولن احب باذن الله، لانني موقن بأن التي سيجمعني بها الله عز وجل ساكون معها اسعد
انسان وهي كذلك، فلماذا نتسرع ونستبق الأمور قبل اوانها.

اريد ان اقول هنا بان شباب اليوم يتعرضون للمعاكسات ايضا من الفتيات، سواء من النت أو حتى
في الجامعة، والغريب في الأمر رقم الهاتف لا تدري من اين تحصلن عليه اخخخ، وربنا يصبرنا
يثبتنا ان شاء الله.

بيني و بينكم .. أن الكلّ يعاني من خرافة الحب .. إلى أي مدى توافقوني الرأي..

نعم صحيح الاغلبية ساحقة تعاني من مشاكل الحب، ومن الاحسن ان نتخلى عن هذه الأفكار البراقة
وخاصة انها اصبحت مودا يتنافس عليه الشباب والشابات في الجامعة ومواقع التواصل الاجتماعي
هناك من "يسخف" لما يرى فتاة تقيم علاقة مع شاب،..

لما "يطيح الفاس على الراس" مرة من الاحسن عدم البحث عن شخص لاقامة علاقة اخرى، ولا
يجب ان نحاول الرجوع الى الشخص الذي تخلى عنا، لانه الذي باعك مرة سيبيعك مليون مرة
ويجب ان نتخلى عن مثل هذه الخزعبالات، والذي يريدك سيقصد باب بيتك ولا يوجد احلى من ذلك.

قد يقول احدهم ربما لا استطيع ان احبه اذا تزوجت عن طريق الزواج التقليدي، هذا ما كنت اقوله انا
ايضا، ولكن وجدت أنه هناك بعض من الامور ستجعل حياتكما جنة، على سبيل المثال كما قال دكتور
طاريق سويدان ان تكون لهما اهتمامات مشتركة على الاقل 40/100، كأن يحب الزوج التصميم
وهي نفس الأمر وغير ذلك من الأمور، وكيف نعرف ذلك طبعا عن طريق السؤال، وهناك الكثير من
الطرق و"العفايس" ان صح التعبير تجعلك تتيقنين انك اخترت الخيار الصح، كما انني انصح بقراءة
الكتب التي تتحدث عن هذه الامور والمشاركة في الدورات التنمية الذاتية ان امكن الامر والاستماع
الى الحلقات والبرامج للمختصين،..

وفي الأخير النصيحة التي استنتجتها، حذاري من الاستماع لكلام انسان مجرب غير مختص، لانه
سيقودك الى الهلاك.

يآآآه لم اكن اتصور انني كتبت كل هذا الكلام، آمل فقط انه لم يكن الكلام ممل، وآمل أنني قد وُفقت
اخت الكريمة في الاجابة عن اسئلتك، وربنا يرزقك الزوج الصالح الذي تقرين به عينك ويكون خير
داعم لك،..

نصبح على غد اجمل والسلام عليكم :)